بعد إعداد فهرس التواليف ألّف الشيخ المحدّث أحد عشر كتابا آخر، فيبلغ عدد مؤلفاته ستين كتابا في مواضيع مختلفة، يجمعها هدف واحد، وكما صرّح بنفسه في "كتاب المكاتيت والرسائل" أنه أمر أن لا يتكلّم إلا في أمر السنّة والشريعة، فتدور جهوده العلمية والأدبية كلّها حول محور الشريعة والسنّة.
وإذا نظرنا إلى أن هذه المؤلفات المختلفة صدرت من قلم واحد، وأنها جميعها على مستوى رفيع وعال، فإن هذا دليل على نبوغ الشيخ المحدّث.
والمؤرّخ الكبير العلامة عبد الحي الحسني ذكر ترجمة المحدّث الدهلوي حافلة في كتابه الممتع "نزهة الخواطر" وذكر تصانيفه، فقال: منها: "تأليف القلب الأليف بكتابة فهرست التواليف"، أوله الحمد لله، منزل الكتب السماوية. إلخ. عدّد فيه كتبه زهاء ثلاثين مجلّدا، منها:"لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح"، وهو أجلّ وأعظم وأطول وأكبر تصنيفاته. قال في "تأليف القلب الأليف" في حقّ ذلك الكتاب: وقد جاء بتوفيق الله وتأييده كتابا حافلا شاملا مفيدا نافعا في شرح الأحاديث النبوية، على مصدرها الصلاة والتحية، ومشتملة على تحقيقات مفيدة، وتدقيقات بديعة، وفوائد شريفة، ونكات لطيفة.
ومنها:"أسماء الرجال والرواة المذكورين في المشكاة"، ومنها:"أشعّة اللمعات في شرح المشكاة" شرح فارسي في أربع مجلّدات. قال في "تأليف الأليف"، إنه تلو لأخته "لمعات التنقيح في شرح المشكاة"، وأرجح منها في التنقيح والتهذيب والضبط والربط، وأكبر منها في الحجم والضخامة،