بأحد الصِّنفين ما ليس في الآخرَ، فرضي الله عن جميع أهل العلم والإيمان". انتهى.
وقال إمام الحفاظ، الجِهْبِذُ الناقد، شمس الدين الذهبي، في كتابه "ذكر من يُعتمدُ قوله في الجرح والتعديل" (١) "فأول مَن زَكّى وجرَّح عند انقراض عصر الصحابة:
وسبب قِلّة الضعفاء في ذلك الزمان: قِلَّة متبوعهم من الضعفاء، إذ أكثر المتبوعين صحابة عدول، وغير الصحابة من المتبوعين أكثرهم ثقات، يَعون ما يرون، وهم كبار التابعين، فيوجد فيهم الواحد بعد الواحد فيه مقال، كالحارث الأعور، وعاصم بن ضَمْرَة، ونحوها.
نعم فيهم عِدَّة من رؤوس أهل البدع، من الخوارج، والشِّيعة، والقَدَرية، نسأل الله العافية، كعبد الرحمن بن مُلْجَم، والمختار بن أبي عُبيد الكذَّاب، ومَعْبَد الجُهني، ثم كان في المائة الثانية في أوائلها جماعة من الضعفاء من أوساط التابعين وصغارهم، ممن تُكِلّم فيهم من قبل حفظهم، أو لبدعة فيهم، كعطية العَوفي، وفَرْقَد السَّبَخِي، وجابر الجُعْفي، وأبي هارون العَبْدِي.
فلما كان عند انقراض عامة التابعين في حدود الخمسين ومائة، تكلم طائفة من الجهابذة في التوثيق والتضعيف.
٣ - فقال أبو حنيفة: ما رأيت أكذب من جابر الجُعفي.
(١) ص ١٥٩ - ١٦٢. طبع مع "قاعدة في الجرح والتعديل"، طبع المكتبة العلمية في لاهور سنة ١٤٠٢، بتحقيق العلامة المحقق المحدث الناقد الأستاذ عبد الفتاح أبو غدة نفع الله به.