وا ثبوراه ثم يا أسفاه … أوْهِ قال الإناس والجنات
لم يؤخّره موته أجلا … لم يزد ساعة من الساعات
يومه كان ليلة ليلا … ليله كان ظلمةَ الحسرات
سبّحت نفسُه بيا الله … هيهلتْ عند شدة الدورات
الذي جاء موته فجأ … فبدأ أنه شهيدا مات
كم من آت يجيئ في المحيا … كان يوم الممات كم من آت
كم من ألف عليه قد صلّوا … مرّة بعد مرّة مرّات
لهف الناسُ كلّهم لهفا … وجرت من عيونهم عبرات
أيّ مَنْ مثله قد أعطاهم … كلّ وقت من الضروريات
فلذا كان لدنَه يأتي … كلّ مَنْ في البلاد والقريات
إن للجاهلين نازلة … إن أهل العلوم في العاهات
أين من يختم الفتوى … أيّ مَن كان يدفع الشبهات
أين من في العلوم مجتهد … أيّ مَن في الفنون ذو الملكات
أيّ شخص كمثله حيّ … أيّ حيّ كمثله قد مات
أين من كان مثله علما … صاحب البيّنات والآيات
أين علامة يعلّمنا من … جواب السؤال في الخدشات
أيّ من جاء مثله بالخير … كان يعطي بخفية صدقات
فاح مسك الختام في فيه … لاح بدر الجمال في الوجنات
مكرَم من مكارم الأخلاق … محسن من محاسن الكلمات
أوتي الفضل والتقى طرا … ذلك فضل الإله من نعمات
علم فحواه غاية التحقيق … فهم معناه غاية الغايات
فاهتدى الخلق من هدايته … واستنارت بنوره الظلمات
صدره شرح متن علم الدين … فيه ضاءت أشعّة اللَّمعات
كان بالعلم شغله أبدا … لم يُضِع وقته من الأوقات