للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وا ثبوراه ثم يا أسفاه … أوْهِ قال الإناس والجنات

لم يؤخّره موته أجلا … لم يزد ساعة من الساعات

يومه كان ليلة ليلا … ليله كان ظلمةَ الحسرات

سبّحت نفسُه بيا الله … هيهلتْ عند شدة الدورات

الذي جاء موته فجأ … فبدأ أنه شهيدا مات

كم من آت يجيئ في المحيا … كان يوم الممات كم من آت

كم من ألف عليه قد صلّوا … مرّة بعد مرّة مرّات

لهف الناسُ كلّهم لهفا … وجرت من عيونهم عبرات

أيّ مَنْ مثله قد أعطاهم … كلّ وقت من الضروريات

فلذا كان لدنَه يأتي … كلّ مَنْ في البلاد والقريات

إن للجاهلين نازلة … إن أهل العلوم في العاهات

أين من يختم الفتوى … أيّ مَن كان يدفع الشبهات

أين من في العلوم مجتهد … أيّ مَن في الفنون ذو الملكات

أيّ شخص كمثله حيّ … أيّ حيّ كمثله قد مات

أين من كان مثله علما … صاحب البيّنات والآيات

أين علامة يعلّمنا من … جواب السؤال في الخدشات

أيّ من جاء مثله بالخير … كان يعطي بخفية صدقات

فاح مسك الختام في فيه … لاح بدر الجمال في الوجنات

مكرَم من مكارم الأخلاق … محسن من محاسن الكلمات

أوتي الفضل والتقى طرا … ذلك فضل الإله من نعمات

علم فحواه غاية التحقيق … فهم معناه غاية الغايات

فاهتدى الخلق من هدايته … واستنارت بنوره الظلمات

صدره شرح متن علم الدين … فيه ضاءت أشعّة اللَّمعات

كان بالعلم شغله أبدا … لم يُضِع وقته من الأوقات

<<  <  ج: ص:  >  >>