مرتجلا، فهذه التأثرات أظلال لمن تشكل وجودي العلمي بفيضهم وتربيتهم وعنايتهم، وتحقّقت بوتقتي الذهنية والفكرية، فإن كان في الوعاء هذا شئ من المحاسن يبدو، فليس هو إلا لمعة من الأسرجة هذه، التى قد زينت محراب العلم وطلته بطلاء المعرفة.
وبعد أن أخذ الصحاح قد تمرّن على الإفتاء بها لمدة من الدهور إلى جانب ذلك طالع الكتب الفقهية الأصلية، ثم تصدّر للتدريس والإفادة في مختلف الأماكن، حيث أقام في الجامعة الإسلامية الملية عام ١٣٧٥ هـ، لأيام طوالا، وتلقّى خلالها التدريب على ممارسة التدريس من الحافظ نبي أحمد مدير مكتبة الجامعة، وحظي في باب الأدب العربي الجديد بالشيخ مأمون الممشقي، الذي كان مقيما بها في هذه الأيام، ثم قدم إلى دار العلوم بـ "ديوبند" عام ١٣٧٧ هـ، وتعلّم على الشيخ عبد المنعم النمر، كما عمل في نفس السنة مجلا بها، وقام بترتيب وتنسيق المخطوطات في مكتبتها منذ عام ١٣٧٨، لعام ١٣٨٠ هـ، فرتّب خلالهما، وهذّب ألفين من المخطوطات بجدّ وجهد بليغ، وكمل المهمة هذه الشيخ ظفير الدين مدير المكتبة خير التكميل.
ثم تعين مساعدا في مجلس معارف القرآن لدار العلوم ديوبند سنة ١٣٨٤ هـ، وسكن بها نحو ثلاث عشرة سنة، وعاون الشيخ محمد سالم القاسمي في إنشاء الجامعة الدينية الأردية عام ١٣٨٦ هـ، وتولى منصب السكرتير الخاص في مكتب رياسة دار العلوم بصفته مراقبا عام ١٣٩٨ هـ.
كان سديد القلم، ومتذوّق الكتابة والإنشاء، حيث ظلّت تصدر كثيرا موادّه العلمية الأدبية التاريخية في "مجلة همدرد صحت" بـ "دهلي"، و"بيباك الأسبوعية" في "سهارنبور"، و"تذكره ديوبند"، و"القاسم"، و"دار العلوم"، و"توحيد"، و"ميقات" النصف الشهرية في "ديوبند"، و"مجلة برهان الشهرية" بـ "دهلي" وغيرها من المجلات.