فغلب عليه، فقال: القوشجي لطلبته: علمت أن النفس القدسي موجود في هذا العالم، ولما حصل له الفراغ من العلوم رأى في المنام بعض الأكابر يقول له: اتخذ حبيبا يهديك، فلمّا استيقظ حصل له التأثر، فانتقل من "سمرقند" إلى "خراسان"، وخدم خواجه عُبيد الله النقشبندي، وصار ببركة صحبته من أعيان الصوفية، ولقي كثيرا من المشايخ العظام، وحجّ سنة سبع وسبعين وثمانمائة، وطاف "دمشق" و "حلب" وغيرهما من بلاد "الشام"، فوقّره علماؤها، وكانت وفاته يوم الجمعة، الثامن عشر من المحرّم، سنة ثمان وتسعين وثمانمائة. انتهى.
وذكر عبد الغفور بن علي اللاري تلميذ الجامي في آخر حواشيه على "نفحات الأنس" بعد ما مدحه بكلمات رشيقة، وأورد كثيرا من إشاراته اللطيفة، وذكر أساتذته ومشايخه أن له تصانيف كثيرة، فرغ من تأليفها من مدّة يسيرة، منها:"نفحات الأنس"، و "تفسير آية فارهبون"، و "شواهد النبوة"، و "نقد النصوص"، و "أشعّة اللمعات"، و "شرح فصوص الحكم"، و"شرح بعض أبيات ابن الفارض"، ورسالة طريقة السادات النقشبندية، و"شرح رباعيات اللوائح"، و "شرح أبيات خسرو الدهلوي"، و "شرح حديث أبي رزين العقيلي"، و "شرح كلمات خواجه محمد بارسا"، و "مناقب مولانا رومي" مؤلّف "المثنوي"، و "مناقب خواجه عبيد الله الأنصاري"، و "تحقيق
الغبيك يقول بكمال شفقته: إنه يطئ وربما يقعد ظئرا من يده على يده بكمال خصوصية، وهو معنى القوشجي، فاشتهر به، وبعد وفاة الغبيك ارتحل القوشجي إلى "ديار الروم"، ومات هناك. انتهى معرَبا ملخّصا. وبهذا مع ما سيأتي نقله عن "الشقائق" يعلم أن ما ذكره بعض أفاضل عصرنا في رسالته المسمّاة بـ "الإكسير في أصول التفسير" أنه منسوب إلى "قوشج"، اسم موضع انتهى لا أصل له.