للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وباحث معه في أول الملاقاة، فغلب عليه، وحكى مولانا فتحِ الله التبريزي (١) صدر الصدور من حضرة ألغ بيك أن القاضي الرومي كان يمدح الجامي، ويقول: لم يأت في "سمرقند" مذ قام بناؤه مثل عبد الرحمن الجامي في جودة الطبع، وحكى مولانا أبو يوسف السمرقندي، تلميذ القاضي (٢) الرومي أنه لما جاء الجامي بـ "سمرقند" اشتغل بحضرة القاضي الرومي بشرح "التذكرة"، فكان يباحث معه، ويناقش كثيرا فيما علّق الرومي على "شرح التذكرة" تعليقات متفرّقة، وكان الرومي يصلحها، وعرض الرومي شرحه لـ "ملخّص الهيئة" على الجامي، فتصرّف فيه تصرّفات لم يصل إليها ذهن الرومي، وحين ما كان الجامي بـ "هراة" باحث يوما مع ملا علي القوشجي (٣) شارح "التجريد"،


(١) ذكره صاحب "حبيب السير" من علماء عصر السلطان أبي سعيد ابن السلطان محمد بن ميرانْشَاه بن تيمور، الذي جلس على سرير السلطنة بعد انقضاء دولة الغبيك بن شاه رخ بن تيمور، وابنه عبد اللطيف، وقال: كان ماهرا في صنوف علوم المعقول والمنقول، ممتاز المناصب الصدارة من السلطان أبي سعيد، مشتغلا بمراسم الدرس والإفادة. مات بـ "هراة" في ثالث ربيع الآخر من شهور سنة ٨٦٧ هـ.
(٢) هو موسى باشا بن محمد بن محمود، المشهور بقاضي زاده، الرومي، شارح "ملخّص الجغميني"، وقد ذكرناه عند ذكر جدّه محمود قوجه آفندي في حرف الميم.
(٣) هو علاء الدين علي القوشجي، شارح "التجريد الجديد"، وستطلع على ترجمته في هذه التعليقات عند ترجمة خواجه زاده مصطفى البرسوي، وهناك يعلم معنى القوشجي، وقد ذكره صاحب "حبيب السير" في علماء عصر الغبيك، وقال: كان أعلم علماء زمانه وأفضل علماء دورانه، وكان في صباه منظور نظر الأمير الغبيك، ووصل بيمن تربيته إلى الدرجات العلية، وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>