للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تُرَى هلْ أراكمْ أو أرَى مَن يَراكُمُ … وأبْلُغُ منكمِ بعضَ ماْ أنا آملُ

وأحْظَى بقُرْب الطَّيْف منكم وإنَّه … ليُقْنِعَنِي مِن وَصْلِكُم وهْوَ باطِلُ

أُطالِبُ جَفْنِي بالمنام وقد غَدَا … يُواعِدُكمْ أن يَلْتَقِي وهْوَ ماطِلُ

وقوله، في وَداعِ الملِك النّاصر (١):

أقولُ لصَحْبِي حِينَ سارُوا تَوقَّفوا … لعلِّي أرى مَن بالجْناب الممَنَّعِ

وألْثَمُ أرْضًا يُنْبِتُ العِزَّ تُرْبُها … وأسْقِي ثَراها مِن سحائبِ أدْمُعِي

ويَنْظُرُ طَرْفِي أيْنَ أتْرُكُ مُهْجَتِي … كما أقْسمتْ أن لا تَسِيرَ غدًا مَعِي

وما أنا إن خَلَّفْتُها مُتأسِّفًا … عليها وقد حَلَّتْ بأكْرَمَ مَوْضِع

ولكنْ أخافُ العُمْرَ في البين ينْقضِي … على ما أرَى والشَّمْلُ ليس بمُجْمَعِ (٢)

يَمينًا بمَنْ وَدَّعْتُه ومَدامِعي … تَفِيضُ وقلبي للفراقِ مُوَدِّعِي

لئن عادَ لي يومًا بمُنْعَرَجِ اللَّوَى … وأصْبَح سِرْبِي فيه غَيْرَ مَرَوَّعِ

غَفَرْتُ ذُنوبا أسْلَفَتْها يد النَّوَى … ولم أشْكُ مِن جَوْر الزَّمانِ المضَيِّع

وبَشَّرْتُ آمالِي بيومِ لقائنا … ومَتعْتُ طَرْفِي بالحديث ومَسْمَعِي (٣)

وفارَقْتُ أيَّاما توَلَّتْ ذَمِيمةً … وقلتُ لأيّام السرور ألا ارْجِعِي

ومنه دوبيت (٤):

أهْوَى قمرًا مَشَى إلى الشَّمْعِ وقطُّ … ما أنْعَمَ خَدَّه وما أنْعَمَ قَطُّ

قد خَطَّ عِذارُه وما يَعْرِفُ خَطّ … ما أعْشَقَنِي فيه إذا نام وخَطّ (٥)

كذا أوْرَدَ له ابنُ شاكِر الكُتْبِيُّ في "تاريخه" هذا الدوبيت، مع كثير من شعره.


(١) ذيل مرآة الزمان ٣: ٣١١، ٣١٢، وعيون التواريخ ٢١: ١٧٨.
(٢) في الذيل والعيون: "والشمل غير مجمع".
(٣) في الذيل "طرفي بالحبيب".
(٤) عيون التواريخ ٢١: ١٧٨.
(٥) خط الأخيرة بمعنى: وغط في نومه.

<<  <  ج: ص:  >  >>