للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وحكي عنه (١) أنَّه قال: رأيتُ في المنام، كأنِّي قاصدٌ الدُّخولَ إلى بلدة صغيرة، فقيلَ لي: إنَّ نجمَ الدين ابن إسْرائيل (٢) قد صار كاتبا عندَ الوالي بها. فقلتُ في النوم:

إلى كم ذا تُغَيِّرُك اللَّيالِي … وتُبْدِي منك حالا بعدَ حالِ

فطَورًا شيخَ زاوِيةٍ وفَقْرٍ … وطَوْرًا كاتبا في دار والِي

وكتب إلى ابنِ عمِّه بدر الدين عبد الواحد من الرَّبْوة يسْتدْعِيه، ويلْتمِسُ منه اصْطِحابَ نور الدين بن سعيد المغْرِبيّ، وفخر الدين بن الجنَّان الشّاطِبِيّ معه، قولَه، رضي الله تعالى عنه:

رَبْوَتُنا أصْبحتْ عَرُوسًا … أثْوابُها لا تزالُ خُضْرا

قدْ كُلِّلتْ بالنَّدَى وِشاحا … تَخالُه في العيون دُرًّا

والظِّلُّ فيها ضُحًى كَلَيْلٍ … والزَّهْرُ قد عاد فيه زُهْرا

والسَّعدُ يَقْضِي بأنَّ طَرْفِي … يَشْهدُ فيه سَناكَ بَدْرَا

فأصْحِب النُّورَ مِنْك فَخْرًا … يَطْلُع منه الغَمام فَجْرا

يهُزُّ عِطْفَيْه في ذَراها … وينْثَنِي نَشْوةً وسُكْرَا

فإنَّ قلبي أسَرَّ نُورًا … فاشْتاق طَرْفِي إليه جَهْرَا

فبادِرُوا بالرُّكوبِ واتْلوا … سبحانَ مَن بالنَّهار أسْرَى

إذا رأيتَ الرِّياضَ جَهْرًا … شاهدْتَ صُنْعَ الإله سرَّا

كأنَّما الدَّوْحُ فيه جَيْشٌ … على خيُولِ النَّسِيم كَرَّا


(١) عيون التواريخ ٢١: ١٨٠، وذكره اليونيني أيضا في الذيل ٣: ٣١٧.
(٢) هو محمد بن سوار بن إسرائيل الشيباني الدمشقي، المتوفى سنة سبع وسبعين وستمائة. انظر: ذيل مرآة الزمان ٣: ٤٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>