للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا أيَّها النُّور الذي يجْلُوا الغَسَقْ

وَجْهُك هذا قمرٌ إذا اتَّسَقْ

عساك أن تَدْنُو دُنُوَّ مَن وَمِقْ

نَحوَ غلامٍ وكتابٍ وطبَقْ

وإن تشأْ فاقْرأْ أوائلَ الفَلَقْ

فأجابه النُّور الإسْعَرْدِيّ، بقوله (١):

يا مَجْدًا إلى ذُرَى الفضلِ سَبَقْ

ومَن سَمَا نَحْوَ المعالِي وسَمَقْ (٢)

يا حبَّذا منكَ كتابٌ وطَبَقْ

وحبَّذا الغلامُ لو كان يَقَقْ (٣)

وكتبَ سعد الدين ابنُ عَرَبِيّ (٤) إلى القاضي مجد الدين، وقد عَزَموا على الخُروج لملْتَقَى والِده الصاحب كمال الدين وقد عاد من "الموْصِل"، سنة ثلاث وخمسين وستِّمائة، ويَطْلُبُ لرَفِيقِه النَّجْم ابن أبى الطَّيّب دَابَّةً، قولَه:

النَّجْمُ مُصاحبِيِ قَوِيُّ العَزْمِ … ما عندِي ما يَرْكَبُه للعُدْمِ

والعبد يُرَجِّي إن أتَى صُحْتَنا … أن نُسْرِعَ إذ سِرْنا بِسَيْرِ النّجْمِ

فسيَّر إليه القاضي مجد الدين بَغْلةً وكتب إليه يقول:

البَغْلَة قد أصْغَتْ لحُسْنِ النَّظْمِ … سَمْعا وأتَتْ مُطيعةً للرَّسْمِ


(١) عيون التواريخ ٢١: ١٧٩، ١٨٠، وذيل مرآة الزمان ٣: ٣١٧.
(٢) سمق: علا، وطال.
(٣) اليقق: الشديد البياض.
(٤) ذكره ابن كثير في البداية والنهاية ١٣: ٢١٧، في وفيات سنة سبع وخمسين وستمائة، وهو سعد الدين محمد بن محي الدين محمد ابن عربي.
والقصة في عيون التواريخ ٢١: ١٧٩ - ١٨٠، وذيل مرآة الزمان ٣: ٣١٣، ٣١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>