للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عَثَرْتَ وقدْ ضَلِلْتَ بطَوْدِ عِلْمٍ … أما تَمْشِي على السَّنَنِ القَويم (١)

بمَن بسَط النَّدَى وأنارَ عَدْلا … يكُفُّ اللَّيْثَ عن ظُلْمِ الظَّليم (٢)

صحيح الزُّهْدِ غادَرَهُ تُقاهُ … وخَوْفُ اللهِ كالنضْوِ السَّقيمِ (٣)

مَضَى وسِراجُ مَنْزِلِه الثُّرَيَّا … ومَوْرِدُ بَيْتِه قَلْبُ الغُيومِ (٤)

ووَدَّعَ والثَّناءُ على عُلاهُ … يفوقُ مُضاعَفَ الغيثِ العَميمِ (٥)

وسارَ وكان للفُضَلاءِ منه … حُنُوُّ المرْضِعاتِ على الفَطِيمِ (٦)

وغاب فأعْدَمَ الأسْماعَ لَفْظًا … أرَقَّ من المدامَةِ للنَّدِيمِ

قلتُ: هذه الأبيات الثَّلاثة، ضمَّنها ابنُ فَهْدٍ مع تَغْييرٍ يسيرٍ، ثلاثةَ أعْجازٍ من مَقْطوع، قاله المنازِيُّ (٧) الشاعر المشهورُ، يَصِف وادِيًا كثيرَ الأشجار، طيَّب التُّرْبة، حسَن المنْظَرِ، يُقالُ له "وادى يُزاعة" (٨)، من نَواحِي "حلب"، وهو:

وَاقانا لَفْحَةَ الرَّمْضاء وادٍ … سَقاه مُضاعَفُ الغيث العميمِ

نَزَلْنا دَوْحَهُ فحَنا علينا … حُنُوَّ المرْضِعاتِ على الفَطيم


(١) في الذيل "عبرت وقد ضللت".
(٢) في الذيل "فأفاض عدلا".
(٣) النضو "الهزيل".
(٤) في الذيل. "منزله البرايا"، وفي بعض النسخ "ومورد قلبه".
(٥) في عيون التواريخ، والذيل "مضاعف البيت تحريف".
(٦) في الذيل "وساد وكان".
(٧) أبو نصر أحمد بن يوسف المنازي، شاعر وزر لأحمد بن مروان، صاحب ميافارقين، توفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة. معجم البلدان ٤: ٦٤٨، ووفيات الأعيان ١: ١٤٣ - ١٤٥.
(٨) ذكر ياقوت أنه سمع من أهل حلب من يقوله بالضم والكسر، ومنهم عن يقول: بزاعي. بالقصر، وهي بلدة من أعمال حلب، في وادي بطنان، بين منبج وحلب. معجم البلدان ١: ٦٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>