إلى جامعة مظاهر العلوم بـ "سهارنبور"، وذلك في سنة ١٣٣٠ هـ، والتحق بدورة الحديث، وأخذ الحديث عن المشايخ الكبار، فـ "صحيح البخاري" و"سنن الترمذي" عن شيخ المشايخ خليل أحمد السهارنبوري، و"سنن أبي داود"، و"النسائي"، و"ابن ماجه" عن الشيخ الكبير محمد يحيى الكاندهلوي، وقرأ أيضا على الشيخ السهارنبوري "التوضيح"، و"التلويح"، و"تفسير البيضاوي"، والمجلدين الآخرين من "الهداية"، ونجح في الاختبار بتقدير ممتاز، وقرأ الكتب العربية بعد فراغه من الدراسة العليا، أعني دراسة الحديث الشريف، ثم استأذن من شيخه السهارنبوري للرحلة إلى جامعة ديوبند الإسلامية، فأذن له، وشرط عليه أن يرجع بعد فراغه عن الدراسة إلى جامعة مظاهر العلوم.
وكان شيخ الهند محمود حسن الديوبندي مدارا بدار العلوم الإسلامية دار العلوم بـ "ديوبند"، وكانت شمسه العلمية بازغة، كالشمس في نصف النهار، فارتحل الشيخ الكاملبوري إليها، والتحق بها، وقرأ الحديث مرة أخرى، فقرأ "صحيح البخاري"، و"سنن الترمذي" على شيخ الهند، و"سنن أبي داود" على الشيخ السيّد أنور شاه الكشميري، و"صحيح مسلم" على الشيخ محمد أحمد، رئيس الجامعةْ في ذلك الوقت.
التدريس والإفادة: وبعد أن فرغ عن دراسة الحديث الشريف في جامعة ديوبند رجع إلى جامعة مظاهر العلوم، وعين مدرّسا بها، وكان أهلا للتدريس والإفادة من قبل، حيث أنه كان يدرّس الطلبة في أيام تعلّمه في جامعة مظاهر العلوم، وكان أساتذته بحبّونه غاية الحبّ، لأنهم آنسوا فيه العلوم والمعارف، وتفرّسوا فيه مخائل النجابة الباهرة، وعلامات النبوغ والذكاء.
وسافر رحمه الله تعالى إلى "تونسه" الواقع بـ "باكستان" حاليا، وذلك بعد ما ألحّ عليه بعض العلماء، فدرس هناك مدة يسيرة، ثم رجع إلى مألفه ومهواه، أعني جامعة مظاهر العلوم، فاشتغل بالتدريس بها مرة ثانية.