للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: تفقَّه بأبي الحسين القُدُورِّي.

وقصد بلادَ "خُوزسْتان" (١)، فاسْتنابَه أبو الحسين عبد الوهّاب بن منصور ابن المشْتَرِي (٢)، على قضاء "البصرة"، وكان ابنُ المشْتَري عظيمَ النِّعْمة، كثيرَ الإفْضال على أهل العلم، شافعيّ المذهب، فلما وصل السّرْخَسيّ إلى "البصرة"، وبها الوزير أبو الفَرَج ابن فَسانْجَس، ولقَبُه ذو السعادات (٣)، وكان فاضلا أديبا، فكتب إلى القاضي أبي الحسين ابن المشُتري مُظْهِرا للتَّعَجُّب من اسْتخْلافه، يقول: ولَّيْتَ رجلا غريبا فقيرا، في بَلَدٍ فيه ذَوو الأنساب والأموال والعلوم! فلمّا ورَد الكتابُ إلى ابن المشْتري، قرأه وأمسك، فقال الحاضرون: ينبغي أن تكتبَ إلى الوزير، وتُعَرِّفَه بموضِعِه من العلم والدين. فقال: ما يحْتاج إلى هذا، وما يتأخَّرُ كتابُه بشُكْرِى على ولايته، وإن كان ما عرَفه فسيعْرفُه. فلمَّا كان من الغد، جاء كتابٌ يعْتَذِرُ عما كتب به، يعْتَدُّ له باستِخْلافِه، فقال ابنُ المشْتَرِي: رآه في أوَّل اجْتماعهما نَحِيفَ الجسم، مُنْقَطِعَ الكلام، فلمَّا ازْداره كتب ذلك الكتاب، ثم تَعَرَّفه (٤)، فعرف هَدْيَه وعِلْمَه، وما خَفِيَ عليه من ذلك في بُكْرَةِ [يومِه وعَشِيَّتِه] (٥).


(١) خوزستان كور الأهواز، وهي بلاد بين فارس والبصرة، وانظر اللباب ١: ٣٩٤.
(٢) توفي سنة ست وثلاثين وأربعمائة، وطبقات الشافعية الكبرى ٥: ٢٣٠.
(٣) وهو محمد بن جعفر بن محمد وزر لأبي كاليجار البويهي صاحب فارس، وكان صاحب مكاتبات حسنة وشعر جيد، توفي في سجنه سنة أربعين وأربعمائة. دمية القصر (تحقيقي) ١: ٢٧١: ٢٧٢، والكامل ٩: ٥٤٢: ٥٤٣، والمنتظم ٨: ١٣٨: ١٣٩.
(٤) في الجواهر "اعترفه".
(٥) في الجواهر "يوم وعشية".

<<  <  ج: ص:  >  >>