للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان ذو السعادات [يُنْفِقُ على] (١) العُلماء والفُضلاء، وبالفضل تقدَّم عنده رئيس الرُّؤساء أبو القاسم علي بن الحسن بن المسْلِمة، حتى سَعى له في وَزارة الخليفة. وسأل ذو السعادات يوما أبا بكر السَّرْخَسِيّ، فقال: ما تقول في رجل شَوَّه باسم الله الأعظم؟ فكتب في أوَّل كتابه ما هذه صورتُه: "مع" (٢). فقال له في الجواب: يُكْرَه للناس أنْ يكتبوا في أوَّل الرِّقاع الاسمَ المحَقَّق؛ لأنَّ الأيْدِيَ تَتَداوَلُه، والناس يَبْتذِلونه ويُطَرِّحونه، وكرِهوا أن يخْلوا الموضعُ من شيء، فكُتِب (٣)، ليُعْلَمَ أنَّه أولُ الحساب. فاستَحْسَن ذلك الوزيرُ.

فقال الهمذاني: وحكى أبو عمر محمد بن أحمد النهاوندي أحد المعدلين (٤) بـ "البصرة"، قال: ولي أبو بكر السرخسي قضاء بلدنا نوبتين، عزل نفسه عن إحداهما، ومضى إلى "مرو" (٥)، وقصد أبا الفضل الجواليقي، شيخا كان بها، فأعطاه خمسمائة دينار.

وكان يُداوِم الصومَ، وعُرِف بالزُّهْد، وكَسْر النفْسِ.

وغاب بمسجد طَلْحَة بن عُبَيْد الله رضى الله تعالى عنه، في ليلة النِّصف من الشهر، وصَلَّى طُولَ ليلتِه، وصلَّى الفَجْرَ بوُضوء العِشاء، [وجُمِعَ له الآلاتُ] (٦). والصُّنَّاعُ، ففرغوا (٧) منه في تلك الليلة.


(١) في الجواهر "ينفق عليه".
(٢) كذا في بعض النسخ، وفي الجواهر "بع" دون نقط، ولعله الصحيح، والحرف الأول يعني الباء من "بسم"، والثاني يعني العين من الأعظم.
(٣) في الجواهر "يكتب".
(٤) المعدل بالبناء للمجهول من عدل، وزكي، وقبلت شهادته. اللباب ٣: ١٥٧.
(٥) كذا في بعض النسخ، وفي الجواهر "رامهرمز".
(٦) في بعض النسخ "وسمع له الآيات".
(٧) لعل الضمير عائد على المسجد، وفي بعض نسخ الجواهر "ففزعوا".

<<  <  ج: ص:  >  >>