للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فُتيا، وقال مكّيّ بنْ إبراهيم: كان أبو حنيفة أعلم أهل زمانه، وقد جالستُ الكوفيين، فما رأيتُ فيهم أورعَ منه.

وقال ابن مَعين: سمعتُ يحيى القطّان يقول: لا نَكذبُ اللهَ، ما سمعتُ أحسنَ من رأي أبي حنيفة، وقد أخذنا بأكثر أقواله. قال ابن مَعين: وكان يحيى بن سعيد يذهب في الفتوى إلى قول الكوفيين، ويختار قوله من أقوالهم، ويتبعُ رأيه من بين أصحابه.

وقال الربيع: سمعتُ الشافعي يقول: الناس عيال في الفقه على أبي حنيفة. كان أبو حنيفة ممن وُفِّق له الفقه.

قال الربيع عن الشافعي: سُئِل أبو حنيفة عن الصائم يأكل، ويشربُ، ويطأ إلى طلوع الفجر، وكان عنده رجل نبيل (١) فقال: أرأيت إن طلع الفجر نصف الليل؟ فقال: الزم الصمتَ يا أعرج.

وقال أبو يوسف: بينا أنا أمشى مع أبي حنيفة، إذ سمعتُ رجلا يقول: هذا أبو حنيفة، لا ينام الليل، فقال أبو حنيفة: والله لا يُتَحدَّث عنى بما لم أفعل. فكان يُحيي الليل صلاة ودعاء وتضرُّعا.

قال أبو نُعيم وجماعة: وُلِد سنة ثمانين، ومات سنة خمسين ومائة. وقال ابن مَعين: مات سنة إحدى وخمسين. وقال غيره: سنة ثلاث وخمسين ومائة.

أخبرنا الحافظ الحُجَّة أبو الحَجَّاج يوسف بن الزَّكِيّ عبد الرحمن المِزِّيِّ بقراءتي عليه سنة أربعين وسبع مائة، قال: أنا الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن الواسطى، أنا أبو علي الحسن بن إسحاق بن الجَوَاليقى، أنا أبو بكر محمد بن عُبيد الله بن الزَّاغوني، أنا أبو القاسم علي بن أحمد البُنْدار، أنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن البَزَّاز، أنا أبو حامد محمد بن هارون الحَضْرَمِي،


(١) كذا في الأصل! ولعله "مُغَفَّل".

<<  <  ج: ص:  >  >>