للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهو من أهلِ "الكوفة"، ونقله أبو جعفر المنصور إلى "بغداد" وقال الشيخ أبو إسحاق في "الطبقات": ولد سنة ٧٠ من الهجرة، وتوفي في "بغداد" سنة ١٥٠ هـ، وهو ابن ٨٠ سنة.

أخذ الفقه عن حماد بن أبي سليمان، ومناقبه كثيرة معروفة في الكتب، وكذا زُهدُه وصلاته وعبادته كله معروف، وقد أفردت مناقبه بالتصنيف.

والصحيح أنه توفي في السِّجن، دعاه أبو جعفر المنصور إلى القضاء، فأبى عليه، فحَبسه، وقِصَّته معروفة مذكورة في الكتب، رحمة الله عليه". انتهى كلام سبط بن العجمي البرهان الحلبى الشافعي.

وجرى على مِنوال المزِّيِّ والذهبيِّ والحُسَينيِّ والبرهان الحلبِيِّ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن عليِّ العسقلاني الشافعي الحافظ ابن حجر شيخ الإسلام، وإمام الحُفاظ في زمانه، وحافظ الديار المصرية رحمه الله تعالى، فلم يَذكر في كتابه "تهذيب التهذيب"، في ترجمة الأمام أبى حنيفة رضى الله تعالى عنه شيئا يَلْزَم منه تضعيفه.

وهؤلاء الأئمة: المزِّيُّ، والذهبي، والعراقيُّ، وابن الحجر، هم الذين يقول في حقهم الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي في "ذيل تذكرة الحفاظ" (١) ما نصه: "والذى أقوله: إن المحدثين عِيالٌ الآن في الرجال وغيرها من فنون الحديث على أربعة: المِزِّيِّ، والذهبي، والعراقي، وابن حجر" انتهى.

وكذلك فعل الإمام المحدث الحافظ المفيد البارع عِماد الدين الحافظ بن كثير أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، الدمشقي الشافعي رحمه الله تعالى. فذكر له في كتابه "البداية والنهاية" ترجمةً حسنة، حيث قال في وفيات سنة خمسين ومائة:


(١) ص ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>