للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكذلك فعل صاحب "المشكاة" الشيخ الإمام العلامة وليُّ الدين محمد بن عبد الله الخطيب التبريزيُّ الشافعي في "أسماء رجاله" فقال في ترجمة الإمام:

"قال شريك النخعي: كان أبو حنيفة طويل الصمت، دائم الفكر، قليل المحادثة للناس. وهذا من أوضح الأمارات على علم الباطن، والاشتغال بمُهمات الدين، فمن أوتي الصمت والزهد فقد أوتي العلم كله. ولو ذهبنا إلى شرح مناقبه وفضائله لأطلنا الخَطْبَ، ولم نصل إلى الغَرَض، فإنه كان عالما عاملا، وَرِعا زاهدا عابدا، إماما في علوم الشريعة. والغَرَض بإيراد ذكره في هذا الكتاب وإن لم نَرْوِ عنه حديثا في "المشكاة" التبرك به لعلُوّ مرتبته ووفور علمه" انتهى.

وقبلهم النووي الإمام المحافظ الأوحد شيخ الإسلام، عَلَمُ الأولياء محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرَف بن مُرّي الحِزامي الحَوْرانيُّ الشافعي رحمه الله تعالى، في كتابه "تهذيب الأسماء واللغات"، فلم يذكر في ترجمته شيئا سوى فضائله، ومناقبه، والثناء عليه في علمه وورعه.

وقبله العلامة البارع الأوحد، البليغ القاضي الرئيس مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد الشيباني الجَزَري ثم الموْصِلي الشافعي، الكاتب، ابنُ الأثير، المتوفى سنة ٦٠٦ هـ، صاحب "جامع الأصول" و"النهاية في غريب الحديث والأثر"، حيث ذكر ترجمة الإمام في الركن الثالث من كتابه "جامع الأصول" (١)، وأثنى عليه ثناء بليغا، وردّ على طاعنيه فقال:


(١) رأيت من هذا الكتاب نسخة خطية جيدة الخط، في خزانة محمد آباد طونك من أعمال راجبوتانه بالهند، وقد تفضل علينا الأستاذ الشيخ العالم عِمران خان بن عِراف خان المرحوم الطونكي بنقل هذه الترجمة من "جامع الأصول"، جزاه الله تعالى عنا وعن أهل العلم خيرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>