للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخذ الفقه عن: حمادِ بن أبي سليمان، وسمع: عطاء بن أبي رباح، وأبا إسحاق السَّبيعي، ومُحارب بن دِثار، والهيثم بن حبيب، ومحمد بن المنكدر، ونافعا مولى ابن عمر، وهِشام بن عروة، وسمَاك بن حرب.

وروى عنه: عبدُ الله بن المبارك، ووكيعُ بن الجرَّاح، ويزيدُ بن هارون، وعلي بن عاصم، والقاضي أبو يُوسف، ومحمد بن الحسن الشيباني، وغيرهُم.

نقله المنصورُ من "الكوفة" إلى "بغدادَ"، فأقامَ بها إلى أن مات فيها، وكان أكرهه ابنُ هُبَيْرة أيامَ مروان بن محمد الأموي على القضاء بـ "الكوفة"، فأبى، فضربه مائة سوط في عشر أيام، كل يوم عشرة، فلمَّا رأى ذلك خلَّى سبيلَه. ولما أشْخَصه المنصورُ إلى "بغداد"، أرادَه على القضاء، فأبى، فحلفَ عليه ليفعلنَّ، وحلفَ أبو حنيفة أن لا يفعل، وتكررت الأيمانُ بينهما، فحبسَه المنصورُ، ومات في الحبسِ، وقيل: إنه افتدى نفسَه بأن تولى عدد اللبن، ولم يصحَّ.

كان رَبْعَة من الرِّجالِ، وقيل: كان طوالا تعلوه سمرة، حسن الوجه، أحسنَ الناسِ منطقا، وأحلاهم نغمة، حسن المجلس، شَديدَ الكرم، حسن المواساة لإخوانه.

قال الشافعي رحمه الله: قيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيتُ رجلا لو كلَّمك في هذه الساريةِ أن يجعلَها ذهبا لقام بحجته. وقال


= آخر كلامه: إن أصحابه أعلم بحاله من غيرهم، فالرجوع إلى ما نقلوه عنه أولى من غيرهم".
والعلامة القهستاني محمد شمس الدين المفتي ببخارى، من مشاهير أهل العلم، كان إماما عالما زاهدا فقيها متبحرا، يقال: إنه ما نسي قط ما طرق بسمعه، وترجمته مذكورة في "شذرات الذهب"، في وفيات سنة ٩٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>