للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذُكِر أيضا سبب قول من قال عنه ما قال، والحامل له على ما نسب إليه. ولا حاجة لنا إلى ذكر ما قالوه، فإن مثل أبي حنيفة ومَحَلَّه في الإسلام لا يحتاجُ إلى دليل يُعْتَذَرُ به مما نُسب إليه. والله أعلم". انتهى.

وقَبْلَ هؤلاء كلِّهم الحافظ البارع العلامة تاج الإسلام أبو سَعْد عبد الكريم السَّمْعاني المزوَزِي الشافعيُّ، ترجَمَ له في كتاب "الأنساب" ترجمةً حسنةً، وذكر فضائله ومناقبه، ولم يعرّج على شيء من مثالبه.

وعلى هذا المنوال جرى من أتى بعد هؤلاء العلماء الأكابر المذكورين، من الحفَّاظ الجهابذة والأئمة المحدّثين وغيرهم من أهل العلم، الذين ترجموا للإمام أبي حفيفة رضى الله تعالى عنه، أو أفردوا في أخباره كُتُبا وأجزاءً فلم يَذكروا شيئا سوى فضائله، ومناقبه والثناء عليه في دينه وورعه، وسعة علمه بالكتاب والسنَّة.

وأورد هنا كلام واحد من هولاء الأجلَّة أحد كبار علماء القرن الحادي عشر، وهو الإمام العلامة ابن عَلّان، محمد علي بن محمد عَلّان بن إبراهيم الصِّدِّيقي العَلَوِي، الشافعي، محي السُّنَّة بالديار الحجازية، وأحد العلماء المفسّرين والأئمة المحدّثين في تلك الديار، المولود سنة ٩٩٦ هـ، والمتوفى سنة ١٠٥٧ هـ، رحمه الله تعالى، وقد ترجم للإمام أبي حنيفة في كتابه "الفتوحات الربَّانية على الأذكار النووية"، حيث جاء ذكر الإمام في متن "الأذكار فقال ما نصه:

"الإمام أبو حنيفة هو الإمام الأعظم، والعَلَمُ المفرَد المُكَرَّم، إمام الأئمة، المتَّفق على عُلُوِّ مرتبته، ووفور علمه، وزهده، وتَمَلِّيه من العلوم الباطنة


= لا يحكيها لمن يتقلدها، بل يسكت عن ذكرها إن تيقن صحتها، وإلا توقف في قبولها، فكثيرا ما يُحكى عن الأئمة ما لا حقيقة له". عبد الفتاح.

<<  <  ج: ص:  >  >>