فضل عن الظاهرة بما فاق به أهلَ عصره، وفاق بحُسنِ الثناء عليه وإذاعة ذكره من أكابر التابعين: النعمان بن ثابت بن زُوطَى - بضم الزاي وفتح الطاء - بن ماه، مَوْلى تَيْمِ الله بن ثَعْلَبَة الكوفي.
رَوَى الخطيب بإسناده عن حفيده عُمر بن حمَّاد بن أبي حنيفة: أن ثابتا وُلِد على الإسلام، وزُوطَى كان مملوكا لبني تَيمٍ، فأعتقوه، فصار ولاؤه لهم، وأنكر إسماعيل أخو عمر حفيد أبي حنيفة ذلك، وقال: إن والدَ ثابت من أبناء "فارس"، وأنهم أحرار، - قال -: والله ما وقع علينا رِقٌّ قط، قال: وذهب. زوطَى. بثابت ابنه إلى علي بن أبي طالب، وهو صغير، فدعا له بالبركة فيه وفي ذريته، ونحن نرجو الله أن يكون ذلك قد استجيب فينا. اهـ.
وهو كما رجا - إسماعيل - فقد بارك الله في جدّه أبي حنيفة بركةً، لا نهِاية لأقصاها، ولا حدَّ لمنتهاها، وبارك في أتباعه، فكثروا في سائر الأقطار، وظهر عليهم من بركة إخلاصه وصدقه ما اشتهر به في سائر الأمصار.
أخذ الفقه عن حمّاد بن أبي سليمان، وأدرك أربعة من الصحابة، بل ثمانية، منهم أنس، وعبد الله بن أبي أوفى، وسهل بن سَعَدٍ، وأبو الطفيل، وقد نظم بعضهم أسماء بعض من رَوَى عنه الإمام أبو حنيفة من الصحابة، فقال:
أبو حنيفة زين التابعين رَوَى … عن جابر وابن جَزءٍ والرِّضا أنس