كما مرّ أنه أنشأ علاقته الروحانية بالشيخ الشاه عبد القادر الرائبوري، ولكنه بعد أن توفي يوم ١٤ ربيع الأول ١٣٨٢ هـ قد سلّم نفسه إلى الشيخ محمد زكريا كلّيا، ووضع يده في يده في سبيل الإصلاح والتزكية والإرشاد، فرعاه الشيخ محمد زكريا كلّ الرعاية، وعني به غاية العناية إكراما لانتسابه إلى الشيخ الرائبوري، ولا زال يقول له مؤكّدا بالاقتفاء على آثار المشايخ والتمسّك بهديهم.
حيث اشتكى له مرة من إدارة مظاهر العلوم في تقسيم الدروس، فرفعه إلى الشيخ محمد زكريا، فقال له فِى توجيهاته الذهبية: إنما تتمتع به نفس الشيخ عبد القادر ومعاصريه أيضا، ويعترف به الناس جميعا هو التواضع، ونكران الذات، فليهتمّ من تتعلق قلوبهم بـ "رائبور" علاقة ودية وصلة خاصّة بهذه الصفة الحميدة، وليعنوا بها فائق العناية، فانا أقول لكما المفتي عبد العزيز والمفتي عبد القيّوم مؤكّدا لكوني أتصل بـ "رائبور" كلّ الاتصال، أحلّوا لحديث: من تواضع لله رفعه الله محلا في بواطنكما، وإنما هو على ألسنتنا جميعا، (مكتوب الشيخ تحريرا: غرة ذي القعدة في ١٣٨٨ هـ)، كما أنه رآه مرجعا، وقدوة له دائما، ورجع إليه في جميع قضاياه من الفردية أو الجماعية ومن المدرسية أو الشخصية، وحظي بإرشاده وتوجيهه، فذات مرة بدا له أن يهاجر إلى "باكستان" ببعض دوافع عائلية حملته إلى ما رام، فاستشاره عاجلا، وأعرب عما في نفسه برسالة منه بألفاظ آتية: لا تميل قريحتي شيئا إلى أن أغادرها إلى "باكستان"، فإذن تقع الفرقة بيني وبين مشايخي للدوام، وذلك لن أتحمله أبدا، فإني سررت جدا من إشارتكم، بأنها توافق ما في نفسي، وإلا فإنما عليّ بالانقياد لها، ولن أرضى بالمغادرة إلى "باكستان"، بل أريد وأتمنى كما قال شاعر أردي: