للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الناس، منبسطا فيما يدّخره عند الله، رزقه الله القبول العام وقد بلغ الغاية في برّ والده وطاعته، ونال رضاه وأدعيته الوافرة، وقد ختم رحمه الله ترجمته في هذا الكتاب بقوله: وهو حسن الفهم، جيّد التصوّر، قويّ الإدراك، قد أخذ العلوم الآلية والعالية بنصيب وافر، فتح الله سبحانه عليه أبواب معارفه، وجعله من العلماء العاملين، ورفع شأنه، وبارك فيه، وجعله لي قرّة عين بحوله وطوله، وإني أجزتُه بجميع ما تجوز لي روايته، وتصحّ عنى درايته بحقّ ما أجازني جمع من المشايخ الأجلّاء، وأرجو الله تعالى أن ينفعه، وينفع به، ويجعله من عباده الصالحين، ومن العلماء الناشرين للدين القويم بحقّ النبي الكريم.

كان مربوع القامة، مائلا إلى القصر، أبيض اللون والبشرة، جميلا، وسيما، من رآه أحبّه وأجلّه، طلق الوجه، وفورا، ضحكه التبسّم في غالب الأحوال، وإذا ضحك دمعت عيناه، عريض الجبهه، واسع العينين، نظيف الأثواب، في غير تكلّف وإسراف، يحبّ النطافة والنظام في كلّ شئ، يؤثر من اللباس والطعام، ما خفّ وعمّ، وكان جيّد الخطّ، بارعا في الكتابة، متقنا للحساب، يجيد اللغة الفارسيّة والعربية والإنكليزية، وإذا كتب باللغة الأردية أوجز، وأجاد، وكان يباشر أموره بنفسه، وكان يحسن شيئا كثيرا من الأمور المنزلية، ويعرف الخياطة والطبخ، وكان صبورا دؤوبا في المداواة والتمريض، ناصحا مخلصا للمرضى، لا يستحيي من قوله ما فهمت، ولا يصرّ على خطاء، ويحبّ الفقراء والمساكين، ويؤثر مساكنتهم ومجالستهم، ويكره المبالغة في كلّ شيئ، قد فطر على الاقتصاد والتوسّط في أمور الدين والدنيا.

ولم يزل على ذلك، حتى انحرفت صحته في الزمن الأخير، وأصيب بضغط الدم، وأمراض القلب، حتى وافاه الأجل المحتوم لتسمع ليال بقين من ذى القعدة سنة ثمانين وثلاثمائة وألف، وصلى عليه مولانا عبد الشكور

<<  <  ج: ص:  >  >>