الوسائل والآلات، وقد اجتمع فيه حبّ الواقعية وعدم التعصّب مع الإتقان والتعمّق، متوسّطا بين الجمود والتجدّد، وبين التقليد ورفض التقليد، وكانت له فطرة سليمة بعيدة عن الإفراط والتفريط.
كان متقشّفا في حياته الشخصية، زاهدا في معيشته، ولكنه كان واسع النظر، رحب الصدر في العلم والدراسة، متتبعا للحديث الأحدث من العلوم والتجارب، وكان حريصا على اتباع السنّة، بعيدا عن الإسراف عن تقليد العادات الهندية، وكان حادّا في كلّ أعماله، متقنا لكلّ ما درسه من قديم وجديد، إماما في مسجد الحيّ، عالما، فقيه النفس، قد بايع مولانا حسين أحمد الفيض آبادي، وكان شديد الحبّ، كثير الإجلال له، وكان بيته منزله الدائم في البلد، وكان أثيرا، كبير المنزلة عنده، وكان قويّ الحمية للإسلام، مقدرا للجهاد أينما كان، حريصا على المساهمة فيه، واسع الاطلاع على شؤون العالم الإسلامي، شديد التعلّق بجزيرة العرب والحجاز والحرمين الشريفين، عميق الحبّ، شديد التعظيم للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأهل بيته، شديد الحبّ للعرب، يسوؤه، ويؤلمه ذمّهم، وانتقاص حقّهم وفضلهم، خبيرا بجغرافية الجزيرة العربية، ألّف كتابا بالعربية في هذا الموضوع في شبابه، كبير الاعتناء بالحديث النبويّ الشريف.
وكان له شغف بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه العلامة ابن قيّم الجوزية، حسن الاعتقاد، شديد الإجلال للشيخ أحمد بن عبد الأحد السرهندي، والشيخ ولي الله الدهلوي، والسيد أحمد بن عرفان الشهيد.
وكان له شغف عظيم واهتمام كبير بالدعوة إلى الإسلام، ونشر الدين والعلم، في الطبقات المتخلفة، وأصحاب الحرف والمهن، وكان واسع الذراع، رحيب الصدر، لإخوته الصغار، وأهل بيته.
وكان قد غلب عليه الاحتساب، لا يتكلّم إلا فيما يعنيه، ويكتفي بقدر ما يلزمه، ولا ينفق إلا فيما يرجو ثوابه، مقتصدا فيما يتفاخر به