وكم يقع مثل هذا الرجوع من النقاد إذ يتجلى لهم غير ما حكموا به من قبل. ثم إن النسائي ظن أن عاصم شيخ أبي حنيفة هو عاصم بن عمر المدني، وهو ضعيف، والواقع أنه عاصم بن بَهْدلة أبي النَّجود كما جاء مصرحا به في "كتاب الآثار للإمام أبي حنيفة" رواية الإمام محمد عنه ص ٣١١ (باب درأ الحدود)، كذا القال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب" ١٠: ٤١٥، وتصحف في المطبوع من "التهذيب" (أبي النجود) إلي (أبي ذر) فليصحح، ولم يذكر المزي في "تهذيب الكمال" عاصم بن عمر من شيوخ أبي حنيفة، بل ذكر عاصم بن بَهْدَلة أبي النجود، كتب أمامه (س) إشارة إلى أن حديث أبي حنيفة عنه في كتاب النسائي، وليس لأبي حنيفة في كتاب النسائي إلا هذا الحديث، فظهر أن المزي أيضا لم يتابع النسائي في قوله إن عاصما راوي هذا الحديث هو عاصم بن عمر. وعاصم بن بَهْدلة هو المقريء المعروف، حديثه في الكتب الستة، وقد قال فيه النسائي: لا بأس به، ووثقه طائفة، وإن تكلم بعضهم في حفظه، فالحديث جيد إن شاء الله تعالى.