للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله تعالى إليها، من كونهم متبوعين يُقْتدى بهم، فليعتمد هذا، والله ولي التوفيق. انتهى (١).

فعلى الألباني أن يتقي الله تعالى فيما يقول، وليجتنب الخِداعَ والتقويلَ لابن حجر - وغيره - ما لم يقلْه، والله ولي التوفيق.

وبهذا ظهر الجوابُ عمن شاركَ النسائي في الجرح للإمام، وقد حَثّ أبرُّ أصحاب ابن حجر إليه الإمام الحافظ السَّخاويّ، في كتابه "الإعلان بالتوبيخ لمن ذَمَّ التاريخ" (٢) على الاجتناب عن اقتفاء الجارحين والطاعنين فيه، حيث يُوصي رحمه الله تعالى قائلا:

"ويلتحق بذلك (أبي في التأويل والتجنّب عن ذكره) ما وقع بين الأئمة، سِيَّما المتخالفين في المناظرات والمباحثات، وأما ما أسنده الحافظ أبو الشيخ بن حَيَّان في "كتاب السنة" له، من الكلام في حق بعض الأئمة المقَلَّدين، وكذا الحافظ أبو أحمد بن عَدِيَّ في "كامله"، والحافظ أبو بكر الخطيب في "تاريخ بغداد" وآخرين ممن قبلهم كابن أبي شيبة في "مصنفه"، والبخاري، والنسائى، مما كنت أنزههم عن إيراده مع كونهم مجتهدين، ومقاصدهم جميلة: فينبغي تجنّب اقتفائهم فيه، ولذا عَزَّر بعضُ القُضاة الأعلام من شيوخنا من نُسب إليه التحدّث ببعضه، بل منعنا شيخنا - الحافظ ابن حجر - حين سمعنا عليه "كتاب ذم الكلام" للهروي، من الرواية عنه، لما فيه من ذلك". انتهى.


(١) نقله صديقنا العلامة المحقق الشيخ محمد عوامة في كتابه "أثر الحديث الشريف في اختلاف الأئمة رضي الله عنهم" ص ١١٦ و ١١٧ الطبعة الثانية، نشرته دار السلامة للطباعة والنشر سنة ١٤٠٧.
(٢) ص ٦٥، طبع القدسي بدمشق عام ١٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>