(جلسة التفقه في الدين). كان مهوى أفئدة الشباب المسلم، واستفاد منه أمم من الناس، وكان يقصد من أطراف مدينة "حلب" وضواحيها، بل كان يأتيه أناس من محافظة اللاذقية، التي تبعد عن مدينة "حلب" ١٨٠ كم بطريق وعر، وكان له درس ثان للفقه ليلة الاثنين، ودرس ثالث يوم الخمس في الحديث، والتربية والأخلاق، هذا سوى الدروس الخاصّة، التي كان يقوم بها للنبهاء من طلاب العلم الشرعي.
كما كان يلقى بعض المحاضرات العامة في دار الأرقم.
ثم انتخب عضوا في المجلس النيابي بـ "سورية" في سنة ١٣٨١ هـ للمدّة التي سمحت الظروف السياسية فيها ببقاء المجلس النيابي، وكان انتخابه نائبا عن مدينة "حلب" بأكثرية كبيرة على الرغم من تآلب الخصوم عليه من كلّ الاتجاهات والملل، ثم انتدب للتدريس في كلية الشريعة بجامعة "دمشق" في نفس السنة، ودرس في كلية الشريعة بجامعة "دمشق" لمدّة ثلاث سنوات ١٣٨١ هـ - ١٣٨٤ هـ الفقه الحنفي، وأصول الفقه، والفقه المقارن بين المذاهب.
في سنة ١٣٨٥ هـ تعاقد مع كلية الشريعة بـ "الرياض"، التي غدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لاحقا، ودرس فيها وفي المعهد العالي للقضاء، ثم درّس نحو عشر سنوات في الدراسات العليا في كلية أصول الدين من الجامعة نفسها الحديث الشريف وعلومه، وبقى يعمل مع جامعة الإمام مدة ٢٣ سنة إلى عام ١٤٠٨ هـ، ولقى فيها من إدارة الجامعة ومنسوبيها كلّ تكريم وتقدير، ثم تعاقد مع جامعة الملك سعود بـ "الرياض"، فدرّس علوم الحديث في كلية التربية لمدة سنتين في السنة الأخيرة من الكلية، وفي الدراسات العليا، ثم تقاعد عن التدريس في سنة ١٤١١ هـ.
وكان ينتدب للتدريس في أثناء تدريسه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فقد انتدب أستاذا زائرا للتدريس في جامعة أمّ درمان