من "البخاري" و "سنن أبي داود"، و "المسلسلات" للشاه ولي الله المحدّث الدهلوي عن الشيخ محمد زكريا، و "جامع الترمذي"، و "شرح معاني الآثار" للطحاوي عن الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، و "صحيح مسلم" عن الشيخ أسعد الله، و "سنن النسائي"، و "سنن ابن ماجه"، و "موطأ الإمام مالك"، و "موطأ الإمام محمد" عن الشيخ منظور أحمد خان.
وأفاد في انطباعاته عن أساتذته بمظاهر العلوم: إني قضيت فيها مدّة زهاء سبع سنوات، وحظيت خلالها بنحو خمسة عشر أستاذا، ولو ببعضهم قليلا، فإن أثراتهم التي قد استولت وسادت ذهني وقلبي وعقلي هي من جهات متنوّعة، فلئن كانت فطنة الشيخ أسعد الله وذكاءه، وحضور بديهته وارتجاله في الكلام أثرت عليّ في جانب، فإن قلة حديث الشيخ رئيس هيئة التدريس وسكوته وصمته كلّها أثرت عليّ بجانب آخر، وكان كثير المحافظة على الأوقات، فإن أردت تضبط أوقات الساعة عند هبوبه من النوم في الليلة، ويقيل بوقت معين، ويتوضأ قبل الظهر خارج حجرته، فكذا يرى كلّ يوم، كما كانت هذه الحالة في الليل عند التهجّد.
وأما ما يتجلى خلال درسه من الرزانة والمتانة والوقار فيندر مثاله، لأن من الأمور الصعبة أن يدرس أحد الحديث، ويتكلم أثناء كلماته على شارحي الحديث الآخرين، ومع ذلك لا يسمح شائبة من الإعجاب بنفسه، والثناء على رأيه بالدخول فيها.
كما سمعت بعض أساتذتي يقول: إن العلامة الكبير الكنكوهي قد طالع "رد المحتار"، المعروف بالشامي ثلاثين مرة، وقال بعض تلامذة العلامة الجليل أنور شاه الكشميري فيه: إنه غاية في الاعتقاد الودي والاتصال القلبي بصاحب "الهداية"، وكان لا يذكر شيخى الكاملبوري، كما يذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني شارح "جامع البخاري"، والعلامة ابن الهمام صاحب "فتح القدير" خلال درسه لـ "جامع الترمذي" بل إني كلّما رائته يطالع فما وجدته