وقوله من قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم:
إليك رسول الله أهدى ثنائيا … وأبغي به قربا وإن كنت نائيا.
أقر بنفسي من جنابك سيدى … عسى أن أرى روحا على البعد دانيا.
عسى تكشف البلوى وكم بك فرجت … غوائل إذ نوديت أدرك غياثيا.
أومل منك العطف عطف عواطف … وإن كنت عما يجلب العطف قاصيا.
فإنك شمس يستضاء بنورها … وما كل شئ يقبس الضوء صافيا
أتيتك أرجو من نوالك رشحة … وما خاب مستسق أتى البحر صاديا.
ومن قصيدة آخرى:
يا ليت لي بمراتع الآرام … من نزلة تطفى اضطرام غرامي.
كانوا الضياء وفارقوا فبقاعهم … بعد الضياء تبرقعت بظلام.
رحلوا وقد رحل الحبيب لظعنهم … وخلف الأكباد بالآلام.
رحلوا وقد سلبوا العقول وأضرموا … نار الجوى بجوانحي وعطام.
لهفي على دار ترى بقطابهم … قطبت بعيد تهلل بسام.
لا خير في عيش الفتى وحبيبه … مستنكر لمودة الأحلام.
لاموا المشوق وأشفقوا من حبيبه … لضنى به وكآبة وسقام.
أوكل من عشق استحقّ ملامة … لا والذي بيديه كلّ زمام.
ما لي ألام على الهوى ووددت لو … أفحمت فيه عواذلي وندامي.
أألام فيه على الحمام وإنني … أحببت لو لاقيت فيه حمامي.
لو يعلمون من الذي أحببته … ما لامني على الهوى لوامي.
مات في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وألف.
* * *