وولي قضاء "حماة"، وكان مشكور السيرة، إماما في العربية، صنّف قصيدة في الفقه، وشرحها، وشرح "درر البحار"، وقد أشار إلى ذلك في "المنظومة"، ومات قبل موت محمد ابن يوسف القونوي، صاحب "درر البحار" سنة ثمان وستين وسبعمائة.
قال الإمام اللكنوي في "الفوائد"(ص ١١٤): هذا الذي نقله ابن الشحنة عن الحافظ ابن حجر، قد قاله في "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة"، وتمام عبارته هذه: عبد الوهّاب بن أحمد بن وهبان الدمشقي الحنفي، اشتغل، وتمهَّر، وتميز في الفقه والعربية والقراءات والأدب، ودرس، وولي قضاء "حماة" سنة ستين إلى أن مات في الحجّة سنة ثمان وستين وسبعمائة، لكنه كان عزل في سنة اثنتين، ثم أعيد في أثناء ثلاث، وكان مشكور السيرة، ماهرا في الفقه والأدب، ونظم قصيدة على قافية الراء من البحر الطويل، ألف بيت، ضمنها غرائب المسائل في مذهب الحنفية، وشرحها في مجلّدين، وهو نظم جيّد متمكن. انتهى.
= ورأيت له في "الضوء اللامع" ترجمة مطوّلة، ملخّصها: أنه عبد البر بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن محمود أبو البركات ابن أبي الفضل بن المحبّ أبي الوليد الحلبي ثم القاهري الحنفي، يعرف كسلفه بابن الشحنة، ولد ليلة الثلاثاء تاسع ذي القعدة، سنة ٨٥١ بـ "حلب"، وانتقل منها صحبة أبويه إلى "القاهرة"، وحفظ القرآن، كتب في مختصرات العلوم، وسمع بـ "بيت المقدس" على خطيبه وشيخ صلاحيته الجمال ابن جماعة والتقي القلقشندي، وبـ "القاهرية" على الدر النسابة، وقرأ قليلا على الأمين الأقصرائي، والتقي الشمني، وأمّ هاني الهورنية، وهاجر القدسية، وأخذ أيضًا في الفقه عن الزين قاسم بن قطلوبغا. انتهى. ثم منَّ الله عليّ بمطالعة "شرح المنظومة" لابن الشحنة في ذي القعدة من سنة ١٢٩٢ هـ في "مكّة المعظمة"، فرأيت فيه أن المؤلّف سمى نفسه بعبد البر بن محمد بن محمد، الشهير بابن الشحنة، فحصل اليقين بكون ما في "طبقات الكفوي" غلطا، ولعلّه زلة من قلم النسَّاخ.