الشيخ عبد اللطيف، و"صحيح مسلم" على الشيخ أسعد اللَّه، و"سنن الترمذي"، و"شرح معاني الآثار" للطحاوي على الشيخ عبد الرحمن الكاملبوري، و"سنن النسائي"، و"ابن ماجه" على الشيخ عبد الشكور.
كما اعتنى في بالغ الاهتمام بضبط محاضرات "سنن أبي داود"، و"الترمذي"، و"النسائي" في اللغة العربية، وهي تتضمّن آلافا من الصفحات.
ودخل في قسم الفنون عام ١٣٦١ هـ، وقرأ "الصدرا"، و"شرح العقائد الخيالية"، و"رسم المفتي"، و"الميبذي"، و"الدر المختار"، و"الشمس البازغة"، و"الأمور العامة"، و"خلاصة الحساب"، و"مسلّم الثبوت"، و"القاضي مبارك"، وفاز في الامتحان السنوي بعلامات ممتازة.
له قصّة عجيبة في عهد الدراسة، يقول الشيخ ارتضاء الحسن سبط الشيخ المترجم له عن أحواله: كان بسيطا ومتقشّفا في الذات والنفس والخلد وغرارة في الحياة، ومفعما بعاطفة الطاعة، والانقياد منذ نعومة الأظفار، فأحيانا إذا خرج بعد أن صلّى الظهر في مسجد كلثومية، عليه قميص نصف الكم، فرآه الشيخ أسعد اللَّه مدير المدرسة ودعاه، فقال: قد كرهت صلاتك بهذا القميص الذي لبست، فقال: سأستصنع إن شاء اللَّه كامل الكمّ بقادم الزمان، فقال المدير رقّع الكمّ هذا، فاعتذر إليه بقلّة المال، فقال ألذلك الوقت تؤدّي الصلوات مكروهة، يا ابني! رقّعه بقطعة من الكيس، ومن الحقيقة أن من صلّى العصرَ في نفس اليوم في مسجد كلثومية رأو طالبا يصل في قميص مرقوع الكمّ بالحصير فكان يضحك من يضحك بالهيئة المضحكة هذه على أن الشيخ أسعد اللَّه كانت أنظاره الثاقبة العميقة تنظر إلى ما فيه من الجوهر العظيم المكنون، وهو الذي كان فيما بعد من أخصّ خدمه، وحظي بلطفه، وسعد بكرمه وعنايته ولطفه، وتمهّر في المناظرة والشعر لديه.