ومن الشروح شرح الشيخ الإمام تاج الشريعة عمر بن صدر الشريعة الأول عبيد المحبوبي الحنفي، وسماها "نهاية الكفاية في دراية الهداية"، أوله: نصر من اللَّه وفتح قريب، هو المحمود جلّ شأنه. إلخ.
قال في آخر كتاب الأيمان: أتم تحرير كتاب فوائد الأيمان أبو عبد اللَّه عمر بن صدر الشريعة في آخر شعبان سنة ثلاث وستين وستمائة. انتهى.
وهذه العبارة التي نقلها من آخر كتاب الأيمان من "شرح الهداية" يؤيّد القهستاني في أن صاحب "الوقاية" برهان الشريعة محمود الجد الفاسد لصدر الشريعة، فإنها صريحة في أن مؤلف "شرح الهداية" عمر بن صدر الشريعة، وقد اتفق المؤرّخون وشراح "الهداية" على أن شرح "الهداية" لتاج الشريعة، فعلم أن اسم تاج الشريعة عمر، وقد اتفقوا أيضًا على أن تاج الشريعة جدّ صحيح لصدر الشريعة، وأن صاحب "الوقاية" اسمه محمود، فيكون هو غير شارح "الهداية" جدًّا فاسدا له.
وفي "الكشف" أيضًا: ومن شروح "الهداية""الكفاية"، أوله: الحمد للَّه الذي أسّس على قواعد الكتاب والسنّة مباني السنّة. إلخ.
وقيل: إن "الكفاية" لمحمود بن عبيد اللَّه بن محمود تاج الشريعة، مؤلّف "الوقاية"، فينظر في محلّه. انتهى.
وفيه خطأ من وجهين:
أحدهما: أنه جعل جدّ تاج الشريعة أبا له.
والثاني: أنه سمى والد عبيد اللَّه بمحمود، مع أنه سمي تاج الشريعة ههنا محمودا، وفي العبارة السابقة بعمر.
وأما هذا القول الذي حكاه أن "الكفاية" لتاج الشريعة، فليس بصحيح، بل هو لجلال الدين الكرلاني، كما مرّ منا تفصيله في ترجمته في حرف الجيم، فهذا المقام مما زلّت فيه أقدام الأعلام، واختلف فيه أقلام الكرام، ولعلّ القدر الذي فصّلته مما لم يطلع عليه أكثر العظام، وقد طالعت