أبيه وغيره، وانتفع بأخيه، وسمع جماعة كثيرة، منهم: البلقيني، وغيره. وحجّ غير مرّة.
وبرع في العربية، وتعانى الأدب، وجمع لنفسه "ديوانًا"، وأنشأ عدّة رسائل، بحيث انفرد في بلده بذلك.
وكان يترسّل مع سميّه البرهاني الباعوني، وكان يكتب الخطّ الجيّد، وقد درّس، وحدّث بـ "البخاري"، وغيره.
وقرأ عليه ولده، وسمع منه الطلبة، ولقيه البقاعي، فكتب عنه، وزعم أن جيّد شعره قليل، يتنقّل من بحر إلى بحر، ومن لجّة إلى قَفْر، وهو بالعربية غير واف، وكثير منه سَفْسَاف، وربما انتقل من الحضيض إلى السُّهَا، وكأنه ليس له.
قال السخاوي: إنما هو في مدح الناس، وإذا قال في الغرام أجاد.
وذكر أنه رأى له في بعض الاستدعاءات مكتوبًا قوله:
أجَزْتُ لَهُمْ أبْقَاهُمُ الله كُلَّ ما … رَوَيْتُ عن الأشْيَاخِ في سَالِفِ الدَّهْرِ،
ومَا لِي مِن نَثْرٍ وَنَظْمٍ بِشَرطِهِ … على رأي مَن يَروي الحديث وَمَن يُقْري
وأسْألُ إحْسَانًا مِن القوم دَعْوةً … تُحَقِّقُ لِي الآمالَ والأمْنَ في الحَشْرِ.
ثم قال: وكان فاضلًا، بارعًا، ناظمًا، ناثرًا، بليغًا، كَيِّسا، حَسن المجالسة، مُحبًا للفائدة، لطيف المحاضرة، كثير النوادر والملِح، ذا كرم زائد، وآداب وغرائب.
ومات في ثاني رجب، من التاريخ المذكور، ودفن في يومه بـ"البقيع"، بعد الصلاة عليه بالروضة. رحمه الله تعالى.
وأورد من شعره المقريزي في "عقوده" (١) قوله:
كُنْ جَوَابي إذا قَرأتَ كِتابي … لا تَرُدَّنَّ للجوابِ كتابَا
أعفِني مِن نَعَمْ وَسَوْفَ ولي شُغْـ .. ـلٌ وكنْ خيْرَ مَن دُعِي فأجَابَا
* * *
(١) يعني "درر العقود الفريدة"، وهو في تراجم معاصريه.