السمعاني (١) في "كتاب الأنساب" عند ذكر الصفّار، أنه بفتح الصاد المهملة وتشديد الفاء، في آخره راء مهملة، يقال لمن يبيع الأواني الصفرية. ثم قال:
(١) هو تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني المروزي الشافعي، صاحب "كتاب الذيل لتاريخ بغداد"، و "تاريخ مرو"، و "طراز المذهب في أداب الطلب"، و "كتاب الأنساب"، و "تحفة المسافر والمناسك"، و "التحبير في المعجم الكبير"، و "الأمالي"، وغير ذلك. توفي في غرة ربيع الأول سنة ٦٦٢ هـ، كذا في "الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل" لمجير الدين الحنبلي، و "كتاب الأنساب" للسمعاني، الذي نقلنا عنه في كتابنا كثيرًا كتاب نفيس جامع لذكر البلاد الواسعة، والديار الشاسعة، والقرى المعروفة، والقبائل المشهورة، مع ضبطها، وتراجم من نسب إليها، وقد طالعته بتمامه، وانتفعت به، ولعمري لم يصنف في الإسلام مثله، ومع ذلك هو قابل لأن يزاد عليه، ويضم ما فاته إليه، وسيأتي ذكر نسبة السمعاني، وتراجم والده، وأعمامه، وجده، عند ترجمة والد جدّه محمد بن عبد الجبار السمعاني. وفي "مرآة الجنان" لليافعي في حوادث سنة ٥٧٢ هـ، فيها توفي تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم السمعاني، ذكره الشيخ عزّ الدين أبو الحسن علي بن الأثير الجزري في "مختصره"، فقال: كان السمعاني واسطة عقد البيت السمعاني، وعينهم الباصرة، ويدهم الناصرة، إليه انتهت رياستهم، وبه كملت سيادتهم، رحل في طلب العلم والحديث إلى شرق الأرض وغربها، وشمالها وجنوبها، وإلى "ما وراء النهر"، وسائر بلاد "خراسان"، وإلى "قومس" و "أصبهان" و "همدان" و "بلاد الجبال" و "العراق" و "الحجاز" و "الموصل" و "الجزيرة" و "الشام"، وغيرها. ولقي العُلماء، وجالسهم، وأخذ عنهم، واقتدى بأفعالهم، وروى عنهم، وكانت عدة شيوخه تزيد على أربعة آلاف، وكان حافظا، ثقة، مكثرا، واسع العلم، كثير الفضائل، ظريفا، لطيفا. وصنف التصانيف الحسنة، من ذلك: "تذييل تاريخ بغداد"، الذي صنّفه أبو بكر الخطيب نحو خمسة عشر مجلّدا، "وتاريخ مرو" يزيد على عشرين مجلدا، و "الأنساب" نحو ثمان مجلّدات، وهو الذي اختصره عز الدين بن الأثير الجزري، واستدرك عليه في ثلاث مجلّدات، وكانت ولادته يوم الاثنين الحادي والعشرين من شعبان سنة ٥٠٦ هـ. انتهى.