من جملة المشتهرين به بعد ما ذكر، إسماعيل وابنه أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفّار، المعروف بالزاهد الصفّار. كان إماما، ورعا، زاهدا، مثل والده في قمع السلاطين، وقهر الملوك. حمله السلطان سنجر بن ملك شاه إلى "مرو"، وأسكنه إياها. وحدّث عن أبيه، وأبي حفص عمر بن منصور بن حبيب الحافظ، وأبي محمد بن عبد الملك بن عبد الرحمن، وطبقتهم. حدّث عنه جماعة، وكانت وفاته بـ"بخارى". انتهى كلامه.
وقال علي (١) القارئ في كتابه "الأثمار الجنية في طبقات الحنفية": إبراهيم بن إسماعيل بن أحمد بن إسحاق الأنصاري أبو إسحاق الفقيه، عرف
(١) هو علي بن سلطان محمد الهروي، نزيل "مكة"، المعروف بالقارئ الحنفي، أحد صدور العلم، فرد عصره، الباهر السمت في التحقيق، ولد بـ"هراة"، ورحل إلى "مكة"، وأخذ عن الأستاذ أبي الحسن البكري، وأحمد بن حجر المكي، وعبد الله السندي، وقطب الدين المكّي، واشتهر ذكره، وطار صيته، وألّف التأليف النافعة، منها: شرحه على "المشكاة"، و "شرح الشفا"، و "شرح الشمائل"، و "شرح النخبة"، و "شرح الشاطبية"، و "شرح الجزرية"، و "الأثمار الجنية في أسماء الحنفية"، و "نزهة الخاطر الفاتز في مناقب الشيخ عبد القادر"، وكانت وفاته بـ "مكة" في شوال سنة ١٠١٤ هـ. كذا في "خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر" لمحمد بن فضل الله الدمشقى، وقد طالعت تصانيفه المذكورة كلّها، و "شرح موطأ محمد"، و "مسند الأنام شرح مسند الإمام"، و "تزيين العبارة لتحسين الإشارة"، و "التدهين للتزيين"، كلاهما في مسألة الإشارة بالسبّابة في التشهد، و "الحظ الأوفر في الحج الأكبر"، ورسالة في العمامة، ورسالة في حب الهرة من الإيمان، ورسالة في العصا، ورسالة في أربعين حديثًا في النكاح، وأخرى في أربعين حديثًا في فضائل القرآن، وأخرى في تركيب لا إله إلا الله، وأخرى في قراءة البسملة أول سورة براءة، و "فرائد القلائد في تخريج أحاديث شرح العقائد"، و "المصنوع في معرفة الموضوع"، =