قال الإمام اللكنوي: دأبه الذي ذكره الزرنوجي أنه كان يوقف بداية السبق يوم الأربعاء، قد اقتدى به كثير ممن جاء بعده، حتى علماء زماننا، فإنهم يوقفون بداية السبق إلى الأربعاء، ويقولون: الكتاب الذي يشرع فيه يوم الأربعاء يوفّق الله لإتمامه في زمان يسير، وأما الحديث الذى ذكره فقد مرّ في ترجمة أحمد بن عبد الرشيد أن صاحب "الهداية" روى هذا الحديث عنه بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلّم، وقد تكلّم فيه بعض المحدّثين، فقال شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في "المقاصد الحسَنَة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة": لم أقفْ له على أصل، ويعارضه حديث جابر مرفوعا: يوم الأربعاء يوم نحس مستمرّ، رواه الطبراني في "الأوسط"، وهو ضعيف. اتتهى. وتعقّبه على القارئ في رسالته "المصنوع في معرفة الموضوع" بقوله فيه: أن معناه كان يوما نحسا مستمرّا على الكفّار، فمفهومه أنه سعد مستقرّ على الأبرار، وقد اعتمد من أئمتنا صاحب "الهداية" على هذا الحديث، وكان يعمل به في ابتداء درسه، وقد قال العسقلاني: بلغنى عن بعض الصالحين ممن لقيناه أنه اشتكت الأربعاء إلى الله تشاؤم الناس بها، فمنحها أنه ما ابتدى بشيء فيها إلا تم. انتهى كلام القارئ. قلت: قد استخرجت لذلك أصلا آخر لطيفا، وهو ما أخرجه البخاري في الأدب وأحمد والبزار عن جابر بن عبد الله، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد مسجد الفتح يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستجيب له بين الصلاتين، أي الظهر والعصر من الأربعاء. قال جابر: ولم ينزل بي أمر مهم إلا توخيت تلك =