للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حكي أنه بقي في تصنيف كتاب "الهداية" ثلاث عشرة سنة، وكان صائما في تلك المدة، لا يفطر أصلا، وكان يجتهد ألا يطلع على صومه أحد، فإذا أتى خادم بطعام كان يقول: خلّه، ورحْ، فإذا راح كان يطعمه أحد الطلبة أو غيرهم، فإذا أتى الخادم، ووجد الإناء فارغا، يظنّ أنه أكله نفسه، فكان ببركة زهده وورعه كتابه مقبولا بين العلماء أيّ قبول (١).

وقد ذكر العلامة الجلبي أيضا هذه الحكاية في "كشف الظنون" ٢: ٦٤٨.

قال السيّد محمد مرتضى الزبيدي الحنفي في "تاج العروس": "مرغينان". بكسر غين بـ "ما وراء النهر". ما يقرب من "فرغانة"، منه الإمام برهان الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر محمد بن عبد الجليل المرغيناني، مؤلّف "البداية"، و"الكفاية"، و"الهداية" في فقه الحنفية. أقرّ له الأقران، وراق له الزمان، وأذعن له الشيوخ، ونشر المذهب، وتفقّه عليه الجمهور، وسمع الحديث (٢).

ووصّفه العلامة الكبير الإمام اللكنوي بأنه كان إماما، فقيها، حافظا، محدّثا، مفسّرا، جامعا للعلوم، وضابطا للفنون، متقنا، محقّقا، نظّارا، مدقّقا، زاهدا، ورعا، بارعا، فاضلا، ماهرا، أصوليا، أديبا، شاعرا، لم تر العيون مثله في العلم والأدب، وله اليد الباسطة في الخلاف، والباع الممتد في المذهب (٣).

وفي التعليق على "الفوائد البهية": ذكره ابن كمال باشا من طبقة أصحاب الترجيح القادرين على تفضيل بعض الروايات على بعض برأيهم النجيح، وتعقّب بأن شأنه ليس أدون من قاضي خان، وله في نقد الدلائل


(١) راجع: مفتاح السعادة ٢٦٤.
(٢) راجع: تاج العروس ٩: ٢١٨، والفوائد البهية ص ١٤١.
(٣) راجع: الفوائد البهية ص ١٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>