للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

واستخراج المسائل شأن أيّ شأن، فهو أحقّ بالاجتهاد في المذهب، وعدّه من المجتهدين في المذهب إلى العقل السليم أقرب.

ووصّفه العلامة خير الدين الزركلي قائلا: على بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني، من أكابر فقهاء الحنفية، نسبته إلى "مرغينان"، من نواحي "فرغانة"، كان حافظا، مفسّرا، محقّقا، أديبا (١).

ووصّفه العلامة المؤرّخ الكبير عمر رضا كحّالة بقوله: علي بن أبي بكر بن عبد الجليل الفرغاني المرغيناني الحنفي، برهان الدين أبو الحسن، فقيه، فرضي، محدّث، حافظ، مفسّر، مشارك في أنواع العلوم (٢).

آثار الإمام المرغيناني: وللإمام المرغيناني تصانيف قيّمة ممتعة، وتآليف جيّدة ثمينة، حول الفقه الإسلامي الخالد، وفي جميعها تحقيقات نادرة، وفوائد وافرة، ومن دأبه أنه ما يكتب شيئا إلا بعد أن نضج البحث عنده بإمعان النظر، وإدارة الفكر في سائر الأنحاء والجوانب، فهي عقود جواهر ودرر، جاد بها قلم الإمام المحقّق النظّار المحنك البحر الزخار، وأنا أسرد أسمائها في هذا المقام.

١ - الهداية: وهو شرح "بداية المبتدي": وقد قال الإمام المرغيناني في مبدأ "الهداية": وقد جرى عليّ الموعد في مبدأ "بداية المبتدي" أن أشرحها بتوفيق الله تعالى شرحا، أرسمه بـ "كفاية المنتهي"، فشرعت فيه، والوعد يسوغ بعض المساغ، وحين أكاد أتكأ عنه اتكاء الفراغ، تبيّنت فيه نبذا من الإطناب، وخشيت أن يهجر لأجله الكتاب، فصرفت عنان العناية إلى شرح أخر، موسوم بـ "الهداية"، أجمع فيه بتوفيق الله تعالى بين عيون الرواية ومتون الدراية، تاركا للزوايد في كلّ باب، معرضا عن هذا النوع من الإسهاب، مع ما


(١) راجع: معجم المؤلفين ٧: ٤٥، ٤٦.
(٢) راجع: معجم المؤلفين ٧: ٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>