للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال: سألني بعض الفضلاء هل تقدرعلى أن تؤلّف كتابا مثل "فتح القدير"، وهو شرح "الهداية" في الدقّة والتحرير، قلت: نعم، قال: ومثل "الهداية"، قلت: كلا، ولو عدّة أسطر (١).

وقال محدّث العصر العلامة السيّد يوسف البنوري رحمه الله عزّ وجلّ: ناهيك بهذه الكلمات من هذا الأستاذ الإمام إمام العصر في منزلة هذا الكتاب الجليل، وإنها ليست مجازفة، وإطراء، بل خرجت من فكرة دقيقة صائبة، غاصت في درك الكتاب بمكابدة العناء والعتب، فقدم درر تحقيقه للقوم اللتي أخرجها عن دركه بعد برهة من الدهر.

وأيضا قال إمام العصر الشيخ محمد أنور الكشميري رحمه الله تعالى: لا يدرك شأو صاحب "الهداية" في فقهه ألف ففيه مثل صاحب "الدر المختار"، فإن صاحب "الهداية" فقيه النفس، علمه علم الصدر، وعلم صاحب "الدر المختار" علم الصحف والأسفار، وإن البون بينهما لبعيد (٢).

وكلمات محمد بن محمود بن أحمد الحنفي: أما بعد! فإن كتاب "الهداية" لمثنة للهداية لاحتوائه على أصول الدراية، وانطوائه على متون الرواية، خلصت معادن ألفاظه من خبث الإسهات، خلت نقود معانيه عن زيف الإيجاز، وبهرج الإطناب، فبرز ببروز الإبريز، مركبا من معنى وجيز، تمشت في المفاصل عذوبته، وفي الأفكار رقته، وفي العقول حدته، ومع ذلك فربما خفيت جواهره في معادنها، واستترت لطائفه في مكامنها (٣).

ولفظ طاش كبري زاده هكذا: ولما تبين فيه الإطناب خشي أن يهجر لأجله الكتاب، شرحه شرحا مختصرا لطيفا نافعا وافيا بالغا في الحسن


(١) انظر: مقدمة نصب الراية ١: ١٥.
(٢) راجع: مقدمة نصب الراية.
(٣) راجع: فتح القدير ١: ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>