للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والتقرير، والتحرير والضبط والإتقان، وسماه "الهداية"، وبالجملة هو كما قال صاحب "الوقاية": كتاب فاخر، لم يكتحل عين الزمان بثانيه، ومن لطائف أحواله: أنه مع اشتماله الدقائق وحسن الإيجاز في التحرير، وقع سهلا بظاهره على كلّ طالب، فهو بالحقيقة سهل ممتنع، والأولى أن لا يبالغ أحد فى وصفه، فإن السكوت عن مدحه مدحه.

وأنشد الإمام عماد الدين ابن شيخ الإسلام صاحب "الهداية" رحمه الله تعالى في حقّ مدحه:

كتاب الهداية يهدي الهدى … إلى حافظيه ويجلو العمى

فلازمه وأحفظه يا ذا لحجى … فمن ناله نال أقصى المنى

ولغيره:

إن الهداية كالقرآن قد نسخت … ما صنّفوا قبلها في الشرع من كتب

فاحفظ تلاوتها والزم تلاوتها … يسلم مقالك من زيع ومن كذب (١)

قال الفاضل العلامة اللكنوي: قد طالعت "الهداية" مع شرحها، و"مختار النوازل"، وكلّ تصانيفه مقبولة معتمدة، لا سيّما "الهداية"، فإنه لم يزل مرجعا للفضلاء، منظرا للفقهاء (٢).

آداب صاحب الهداية في كتابه: اعلم أن لصاحب "الهداية" في "الهدية" آدابا وعادات لزوما وغلبة.

ومنها: أنه إذا قال: قال رضي الله عنه، يريد نفسه، كذا قال الشيخ عبد الحق المحدّث الدهلوي في "مدراج النبوة"، وقال أبو مسعود: إن صاحب "الهداية" إذا ذكر خاصّة تصرّفه يقول: قال العبد الضعيف، عفا الله عنه، إلا أن بعض تلامذته بعد وفاته قدّس سرّه غيّر هذه العبارة إلى أن قال


(١) راجع: مفتاح السعادة ٢: ٢٦٤ - ٢٦٥.
(٢) راجع: الفوائد البهية ص ١٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>