رضي الله عنه. انتهى. وإنما لم يذكر نفسه بصيغة المتكلّم، تحرزا عن توهّم الأنانية، وهذا من العادات المستمرّة لسادات الفقهاء والمحدّثين، رحمهم الله تعالى.
ومنها: أنه يوخّر دليل المذهب، الذى هو المختار عنده، كذا في "النهاية" في آخر كتاب أدب القاضي. وفي "العناية" في باب البيع الفاسد وفي "فتح القدير" في كتاب الصرف وفي "نتائج الأفكار" من عادة المصنّف المستمرّة: أن يؤخّر القويّ عند ذكر الأدلّة على الأقوال المختلفة، ليقع المؤخّر بمنزلة الجواب عن المقدّم، وإن كان قدّم القويّ في الأكثر عند نقل الأقوال.
ومنها: أنه إذا قال: مشايخنا، يريد به علماء "ما وراء النهر" من "بخارى"، و"سمرقند"، كذا في "العناية". ونقل في وقف "النهر" عن العلامة قاسم أن المراد بالمشايخ في الاصطلاح من لم يدرك الإمام.
ومنها: أنه إذا قال: في ديارنا، يريد به المدن التي "وراء النهر"، كذا يفهم من "فتح القدير".
ومنها: أنه يعبر عن الآية التي ذكرها فيما قبل بما تلونا، وعن الدليل العقلي الذي ذكره فيما قبل بما ذكرنا، وما بيّنا، وعن الحديث الذي ذكره فيما قبل بما روينا، كذا في "نتائح الأفكار في كشف الرموز والأسرار"، وقلّما يقول إشارة إليه: لما ذكرنا، كذا يفهم من "فتح القدير" في كتاب الصرف، وربما يقول: لما بيّنّا مشيرا إلى الكتاب والسنّة والمعقول، كذا يفهم من "الكفاية" في باب ما يوجب القصاص، وما لا يوجبه.
وفي "مفتاح السعادة": أنه يقول: لما ذكرنا فيما هو أعمّ، ويعبر عن قول الصحابي رضي الله تعالى عنه بالأثر، وقد لا يفرق بين الخبر والأثر، كذا في "مفتاح السعادة".
ومنها: أنه يجعل كثيرا ما علة النصّ دليلا مستقلا عقليا على أصل المسئلة، إفادة الفائدتين، كذا في "نتائج الأفكار".