وجَمع "تاريخا كبيرا لفُقَهاء الحنفية"، وتَعِبَ عليه، فإنَّه طالع عليه كتبا كثيرة ببلادِه، وقدِم "القاهرة" سنة إحدى وثلاثين، وسمِع قليلا، ومات في حادي عشر المحرَّم، سنة تسع وستين وسبعمائة. رحمه الله تعالى (١).
ومنهم: الشيخ الفاضل عُبَيْد الله بن عِوَض بن محمد الأرْدُبِيلِيّ مَوْلِدًا، والشِّرْوانِيِّ مَنْشَأ ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: وهو سِبْطُ العلامة يوسف جمالِ الدين الأرْدُبِيلِيّ الشافِعيّ، مؤلِّف كتاب "الأنْوار" في مذهب الشافعيّ، رضي الله تعالى عنه. وكان عُبيد الله هذا عالما، مُفَنِّنًا، قد جَمع العلومَ، ودرَّسَ فيها، صحَّح الكتبَ والحواشِيَ الكبيرةَ الجَمَّة، وتفقَّه على جماعة من العلماء، منهم؛ قاضي القضاة التِّفَنّيِّ، وغيرُه. مات سنة سبع وثمانمائة، رحمه الله تعالى ليلة الخميس، الرابع والعشرين من شهر رمضان. ودرّس من أولادِه جماعةٌ، وهم؛ عبد الله، وقد حفظَ القرآن وهو ابنُ سبعِ سِنِين، وحفِظَ "المنظومة"، ودرَّس وهو ابنُ أحد عشرَ سنةً. وعبد الرحمن، وقد حفِظَ "الهداية" في الفقه، و"البديع" لابن السَّاعاتيّ. ومحمد، وقد حفِظَ "البديع"، و"المجْمع" لابن السَّاعاتيّ. وأحمد، وقد حفِظَ "النَّافع" في الفقه. وعبد اللطيف، وقد حفِظَ "الكَنْزَ"، و"المنار"، وغيرهما. رحمهم الله تعالى.
قال السَّخاوِيُّ: وتَفَنَّن في العلوم، ودرَّس المذْهَبَين، الشافِعيّ، والحنفيّ، وكتَب على "الهداية"، و"المجْمَع"، و"الكشّاف"، وغيرها، حواشي مُفيدةً مُتْقنةً. ووَلِيَ تدْريسَ الفقه بـ "الأيْتَمُشِيَّةِ"، وغيرها. قال العَيْنِيّ: وكان