هذا الكتاب الكبير، كما رتّب "الجامع الصغير"، وسمّاه "كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال"، ذكر فيه أنه وقف على كثير مما دوّنه الأئمة من كتب الحديث، فلم ير فيها أكثر جمعا منه، حيث جمع فيبما بين أصول السنة، وأجاد مع كثرة الجدوى وحسن الإفادة، وجعله قسمين، لكن عاريا عن فوائد جليلة، منها: أنه لا يمكن كشف الحديث إلا بحفظ رأس الحديث إن كان قوليا، أو اسم راويه إن كان فعليا، ومن لا يكون كذلك يعسر عليه ذلك، فبوّب أولا كتاب "الجامع الصغير"، وزوائده، وسمّاه "منهج العمال فِى سنن الأقوال"، ثم بوّب بقية قسم الأقوال، وسماه "غاية العمّال في سنن الأقوال"، ثم بوّب قسم الأفعال من "جمع الجوامع"، وسمّاه "مستدرك الأقوال"، ثم جمع الجميع في ترتيب كترتيب "جامع الأصول"، وسمّاه "كنز العمال"، ثم انتخبه، ولخّصه، فصار كتابا حافلا في أربعة مجلّدات.
وقال الجلبي في ذكر "الجامع الصغير": وللشيخ العلامة على بن حسام الدين الهندي الشهير بالمتّقى، المتوفى سنة سبع وسبعين وتسعمائة، تقريبا مرتّب الأصل والذيل معا على أبواب وفصول، ثم رتّب الكتب على الحروف، كـ"جامع الأصول"، سمّاه "منهج العمّال في سنن الأقوال"، أوله: الحمد لله الذي ميّز الإنسان بقريحة مستقيمة، إلخ. وله "ترتيب الجامع الكبير"، يعني "جمع الجوامع". انتهى.
وقال عبد الحق بن سيف الدين الدهلوي في "أخبار الأخيار": إن الشيخ أبا الحسن البكري الشافعي يقول: إن للسيوطي منّة على العالمين، وللمتقى منّة عليه. انتهى.
ومن مصنّفاته غير ما ذكر "البرهان في علامات المهدي آخر الزمان" بالعربية، لخّصه من "العرف الوردي في أخبار المهدي" للسيوطي، ورتّبه على التراجم والأبواب، وزاد عليه بعض أحاديث "جمع الجوامع" للسيوطي، وبعض أحاديث "عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر"، أوله: اللّهم أرنا الحقّ حقّا،