من هذين الشيخين الجليلين -عليهما الرحمة والغفران- من الفوائد العلمية والذوقية، التي تتعفق بعلوم الصوفية، فصنّفت بعد ذلك كتبا ورسائل، فاول رسالة صنّفتها في الطريق سمّيتها "تبيين الطريق إلى الله تعالى"، وآخر رسالة صنّفتها، سمّيتها "غاية الكمال فِى بيان أفضل الأعمال"، فمن من الطلبة حصل منهما رسالة ينبغي له أن يحصل الأخرى ليلازم بينهما في القصد. انتهى.
قال الحضرمي: وبالجملة فما كان هذا الرجل إلا من حسنات الدهر، وخاتمة أهل الورع، ومفاخر "الهند"، وشهرته تغني عن ترجمته، وتعظيمه في القلوب يغني عن مدحته. انتهى.
وقال الشعراني في "الطبقات الكبرى": اجتمعت به في "مكّة" سنة سبع. وأربعين وتسعمائة، ترددتُ إليه، وتردّد إليّ، وكان عالما ورعا، زاهدا، نحيف البدن، لا تكاد تجد عليه أوقية لحم من كثرة الجوع، وكان كثير الصَّمْت، كثير العُزْلة، لا يخرج من بيته إلا لصلاة الجمعة في الحرم، فيصلّي في أطراف الصفوف، ثم يرجع بسرعة، وأدخلني داره، فرأيت عنده جماعة من الفقراء الصادقين في جوانب حونب داره، كلّ فقير له خصّ يتوجّه فيه إلى الله تعالى، منهم التالي، ومنهم الذاكر، ومنهم المراقب، ومنهم المطالع في العلم، ما أعجبني في "مكّة" مثله!
وله عدّة مؤلّفات، منها:"ترتيب الجامع الصغير" للحافظ السيوطي، ومنها:"مختصر النهاية" في اللغة، وأطلعني على مصحف بخطّه، كلّ سطر ربع حزب في ورقة واحدة، وأعطاني فضّة، وقال: لك المعذرة في هذا البلد، فوسّع الله عليّ في الحج ببركته، حتى أنفقتُ مالا عظيما من حيث لا أحتسب، رضى الله عنه. انتهى.
وقال الجلبي في "كشف الظنون" في ذكر "جمع الجوامع" للسيوطي: إن الشيخ العلامة علاء الدين علي بن حسام الدين الهندي الشهير بالمتقي رتّب