للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قائلا: يا رسول الله! بماذا تأمرني حتى أفعله؟ قال: تابع الشيخ علي المتّقى، فما فعله افعله. انتهى.

وفي هذا أدلّ دليل على أن الشيخ على المتقي، نفعنا الله ببركاته، كان له النصيب الأوفر من متابعته صلّى الله عليه وسلّم، ولذا خصّه صلّى الله عليه وسلّم بالذكر دون غيره من أهل زمانه، وأمر الرائى بملاحظة أفعاله ومتابعته فيها، إلى غير ذلك من الإشارة كتسميته شيخا، وكان الشيخ أبو إسحاق الشيرازي -نفعنا الله به- يفتخر بمنام نبوي فيه تسميته النبي شيخا، قلت: ورأيت في بعض التعاليق رسالة من إملاء الشيخ -نفعنا الله ببركاته- تشتمل على نبذة من أحواله، التي لا تتلقّى إلا عنه كالمشيرة إلى كمال مبدئه ومآله، فرأيت أن أذكرَ منها هنا ما دعت إليه الحاجة.

قال: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسّلام على سيّدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، أما بعد فيقول الفقير إلى الله تعالى علي ابن حسام الدين الشهير بالمتّقى: إنه خطر في خَلَدي أن أبيّن للأصحاب من أول أمري إلى آخره، فاعلموا رحمكم الله أن الفقير لما وصل عمري إلى ثمان سنين جاء في خاطر والدي رحمه الله أن يجعلني مريدا لحضرة الشيخ باجن، قدّس الله سرّه! فجعلني مريدا، وكان طريقه طريق السماع، وأهل الذوق والصفاء، فبايعني على طريق المشايخ الصوفية، وأخذت عنه وأنا ابن ثمان سنين، ولقّنني الذكر الشيخ عبد الحكيم بن الشيخ باجن، قدّس سرّه، كنت في بداية أمري أكتسب بصنعة الكتابة لقوتي وقوت عيالي، وسافرت إلى "البلدان"، فلص، وصلت إلى "الملتان" صحبت الشيخ حسام الدين، وكان طريقه طريق المتّقين، فصحبته ما شاء الثه، ثم لما وصلت إلى "مكّة المشرّفة" صحبت الشيخ أبا الحسن البكري الصديقي، قدّس الله سرّه! وكان له طريق التعلّم والتعليم، وكان شيخا عارفا كاملا في الفقه والتصوّف، فصحبته ما شاء الله، ولقنني الذكر، وحصل لي

<<  <  ج: ص:  >  >>