للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومؤلّفاته كثيرة نحو مائة مؤلّف، ما بين صغير كبير، ومحاسنه جميّة، ومناقبه ضَخمة، وقد أفردها العلامة عبد القادر بن أحمد الفكهي فِى تأليف لطيف، سمّاه "القول النقى في مناقب المتقي"، ذكر فيه من سيرته الحميدة، ورياضته العظيمة، ومجاهداته الشاقّة، ما يبهر العقول. ولعمرى ما أحسن قوله فيه حيث يقول: طابق اسم شيخنا علي، ولقبه المتّقي موضع علياه ومسماه.

وقال في موضع آخر من الكتاب المذكور: ما اجتمع به أحد من العارفين أو العلماء العاملين، واجتمع هو بهم، إلا أثنوا عليه ثناء بليغا، كشيخنا تاج العارفين أبي الحسن البكري، وشيخنا الفقيه العارف الزاهد الوجيه العمودي، وشيخنا إمام الحرمين الشهاب ابن حجر الشافعي، وصاحبنا فقيه "مصر" شمس الدين الرملي الأنصاري، وشيخنا فصيح علماء عصره شمس البكري، ونقل من هؤلاه الجلّة عندي ما دلّ على كمال مدحه شيخنا المتّقي بحسن استقامته، والاستقامة أجلّ كرامة، وقول كلّ من هؤلاء معتمدي في شهادته:

إذا قالت حذام فصدّقوها … فإن القول ما قالت حذام

قال: ومن ثم اشتهر بإقليم" مكّة المشرّفة" أشهر من قطا، وصار يقصده وفود بيت الله، كما يقصد "المشعر الحرام" و"الصفا"، حتى بلغ صيته السلطان المرحوم المقدّس سليمان، بعد أن كان يفرغ على يديه، بل قدميه ماء الطهارة محمود عظيم سلاطين "الهند" اعتقادا، فيا له من شأن! قال: وشهرته في "الهند"، وجهاتها أضعاف شهرته بـ"مكّة"، كما لا يحتاج في ذلك إلى إقامة برهان.

قال: ومن مناقبه: أن بعض أصحابه رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام في حياة الشيخ علي، وكانت الرؤيا بـ"مكّة المشرّفة".

<<  <  ج: ص:  >  >>