وأوصيكم بالإنابة إلى الله في سائر الأحوال، وإمضاء حكم الشرع، وإعزاز أهله، وصحبة الصالحين، وتعظيم شعار الفقر، واتخاذ اليد عند الفقراء، ثم استودعَه الله تعالى، وتوجّه إلى "بندر كهوكه"، ومنها إلى "مكّة المشرّفة". انتهى.
وقال الحضرمي في "النور السافر": إنه كان على جانب عظيم من الورع، والتقوى، والاجتهاد في العبادة، ورفض السوي.
وله مصنّفات عديدة، وذكروا عنه أخبارا حميدة.
ومن مناقبه العظيمة: أنه رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم في المنام، وكانت ليلة جمعة سبعة وعشرين من شهر رمضان، فسأله عن أفضل الناس في زمانه، قال: أنت، قال: ثم من؟ فقال: محمد بن طاهر بـ "الهند"، ورأى تلميذه الشيخ عبد الوهّاب في تلك الليلة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم، وسأله مثل ذلك، فقال: شيخك، ثم محمد بن طاهر بـ "الهند"، فجاء إلى الشيخ علي المتّقي ليخبره بالرؤيا، فقال له قبل أن يتكلم: قد رأيتُ مثل الذي رأيتَ، وكان يبالغ في الرياضة، حتى نقل عنه أنه كان يقول في آخر عمره: وددت أن لم أفعل ذلك، لما وجده من الضعف في جسده عند الكبر.
قال الفاكهي: وكان لا يتناول من الطعام إلا شيئا يسيرا جدّا على غاية من التقلّل فيه، بحيث يستبعد من البشر الاقتصار على ذلك القدر، وما ذاك إلا بملكة حصلتْ له فيه، وطول رياضة وصل بها إليه، حتى كان إذا زيد في غذائه المعتاد، ولو قدر فوفلة لم يقدر على هضمه، قال: وكذا كان قليل الكلام جدّا.
قال غيره: وكان قليل المنام، مؤثرا للعزلة من الأنام، إلى أن قال: وكانت ولادته بـ "برهانبور" سنة ثمان وثمانين وثمانمائة. وقيل: خمس وثمانين وثمانمائة.