ذكره الإمام الكوثري رحمه الله تعالى في كتابه "التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز"، فقال: ولد سنة ١٢٦٨ هـ في "ألاصُونيا" من مقاطعة يَكِيْشَهر في "مورة".
تعلّم مبادئ العلوم في بلده، ثم رَحَل إلى "إستانبول" لتحصيل العلم، فحضر درس العلامة رجب الأرْنَوُطي، وحيث توفي أستاذه هذا سنة ١٢٨٩ هـ، انتقل إلى درس عمدة الجهابذة الحافط أحمد شاكر الكبير، به نحرّج في العلوم.
وأخذ الحديث عن الشيخ حسن القَسْطمُوني، وتلقّي برهان الكَلَنْبَوي، وغيرَه من المحقّق الشهير عبد الكريم النادر الألْبَصاني، المتوفى سنة ١٣٠٠ هـ.
ودرَّس العلوم في جامع الفاتح، وتخرّح عنده طبقتان من أهل العلم، الأولى نحوُ مائة عالم، والثانية نحوُ مائة وأربعين عالما، وكان هو من أضبط أصحاب شيخه لتقاريره، وكان العلماء بعد طبقته يستعيرون منه كتبه في العلوم لما في هوامشها من تقييدات نافعة من تقرير أستاذه، ومن بنات أفكاره، بل لو جرّدت تلك التقييدات من هوامش كتبه كانت حوشي أفيَدَ من كثير مما في أيدينا من الحواشي.
وكان رحمه الله آية في الورع، حتى إنه بعد أن أتمّ التدريس لزملائنا في الطبقة الثانية من تلاميذه، تخلّى عن مرتّبه لبيت مال المسلمين، مرتئيا أنه لم يَعُدَّ يستطيع التدريس، فلم يبق وجه لصلته من بيت المال، فطار هذا الخبر كلّ مطار، فكثُيرَ الزوّار إلى أن توهّم متوهّمونه مؤامرة سياسية في المتردّدين إليه، فأصابه بعض أذى إلى أن أذاع بين محبّيه أن لا يزوروه،
* راجع: التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز ص ٦٦ - ٧٢.