وبعدْ أنْ حكى أستاذنا نصيحة أستاذه هكذا، قال: هذه وصية أستاذي فيمن يبتدي في التدريس، ولا أزيد عليها كلمة، وقد كانت كلمته أزالت من نفسي ما كان يساورني من القلق من كلام ذلك الصديق، وخرجت من عند الأستاذ بعد هذه النصيحة، وقد أصبحت كثرة الجماعة وقلّتها عندي سواء، حتى تم لي بتوفيق الله سبحانه ما تعلمونه، وهنا انتهي كلام الأستاذ.
والواقع أن أستاذي أقلقني في المجلس بما لم أكن فكّرت فيه، ثم أزال عني القلقَ في المجلس نفسه بما دكره عن أستاذه، فاكتفيت بهذه الوصيّة الغالية، فقمتُ، وقلبي ممتلئ نورا، فترّسمت خِطَّتَه بتوفيق الله سبحانه، ولله الحمد على ما أولاني من نعمه المتوالية بعد أخذي بوصيّة الأستاذ، ولم أستطع أن أفوت هذه النصيحة القيّمة بدون تسجيلها، وإن كانت قيلتْ في زمن غير هذا الزمن الذي نحن فيه.
ومن جملة مرويّات الألَصوني ثبت الشيخ صاع الجينيني بطريق هبة الله البعلي عنه، وثبت السيّد أحمد بن محمد الطحطاوي التوقادي، بطريق أبي القاسم الأزهري، عن مفتي الإسكندرية محمد بن صاع البنَّاء عنه، والطحطاوي يروي فيه الأصول الستّة، و"مسند ابن خسرو"، و"موطأ محمد"، و"مسند الشافعي"، و"مسند أحمد" بطريق ابن عقيلة.
ويروي "المواهب" بطريق الزرقاني، وقد تفقّه على أربعة.
منهم: والده تلميذ أحمد الحماقي، تلميذ علي السيواسي، تلميذ شاهين، وعبد الحي، تلميذي أحمد الشوبري الحشن الشرنبلالي.
منهم: السيّد محمد الحريري، تلميذ الحسن بن علي المقدسي تلميذ سليمان المنصور تلميذ عبد الحي، ومنهم: الحسن بن إبراهيم الجبرتي الرياضي، راوي "نور الإيضاح" عن الحسن بن أبي الإخلاص عن أبيه المؤلّف.