المدينة المنوّرة"، حيث يقول: وشرح "مسند أبي حنيفة" رواية الحصكفي لأبي الحسن علي القاري، المعروف بابن سلطان المكّي، ولقب علي القاري نور الدين.
ولد الملا علي القاري بـ"هراة"، ولم أقف على سنة ميلاده إلى الآن، ونشأ بها، وحفظ القرآن، وعلم التجويد من ابن الخطيب في جامع "هراة" الشيخ العالم المقري معين الدين بن الحافظ زين الدين الهروي، كما صرّح به في رسالته "سم القوارض في ذم الروافض" ما نصّه، حرفيا: أستاذى المرحوم في علم القراءة مولانا معين الدين بن الحافظ زين الدين من أهل "رمانكاه" (كازركاه).
وقرأ الكتب الدراسية، وأخذ العلوم المتعارفة عن شيوخ عصره بـ"هراة"، وبعد تغلب السلطان إسماعيل بن حيدر الصفوي الموسوي أول ملوك الصفوية الرافضة على "هراة"، وقتله المسلمين ظلما، ونهبه إياها، وإشاعته شعائر الرافضة فيها، ضاقت عليهم أرضها مما رحبت، فخرج المسلمون منها، وهاجر المولى علي القارى منها إلى حرم الله، وطاب به المقام بـ"مكة المكرّمة"، واستوطنها، وحمد الله على إقامته بها في رسالته "سم القوارض"، حيث قال:
وقد ورد لا تسبّوا الشيطان، وتعوذوا بالله من شرّه، وفيه تنبيه على الترقّي من التفرقة المعبّر عنها الاثنية إلى مقام التوحيد الصرف والجمعية، والحمد لله على ما أعطاني من التوفيق والقدرة على الهجر، من دار البدع إلى خير ديار السنّة، التي هي مهبط الوحي، وظهور النبوة، وأثبتني على الإقامة من غير حول مني، ولا قوّة.
وقرأ القرآن العظيم بـ"مكة المكرمة" على القرّاء الأجلاء، وأتقن الحفظ أبدع إتقان، وحفظ "الشاطبية"، وقرأ السبعة من طريقها، وأتفن القراءات بوجوهها، وتلا، ورتّل القرآن العظيم أحسن ترتيل، حتى اشتهر