بالقاري، وذكر سنده للقراءات في آخر كتابه "المنح الفكرية على متن الجزرية"، وكذا في شرحه على "الشاطبية"، حيث قال: أما سندي في تحقيق القراءات وتدقيق الروايات، فعلى المشايخ العظام والقرّاء الكرام، من أجلّهم في هذا الفن الشريف، وأكملهم: شيخ القزاء بـ"مكة" الغرّاء، وحيد عصره، وفريد دهره، العالم العامل، الصاع الكامل، الشيخ سراج الدين عمر اليمني الشوافي، بلغه الله سبحانه المقام العالي الوافي، وجزاه عني، وعن سائر المسلمين الجزاء الكافي، وقد قرأ على جماعة، قرؤوا على الإمام العلامة محمد بن القطّان، خطيب "المدينة المنوّرة"، وإمامها، وهو قرأ على الشيخ زين الدين عبد الغني الهيثمي المصري، وهو على خاتمة القرّاء والمحدّثين الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري، قدّس سرّه السري.
واشتغل بسماع الحديث بـ"مكة"، فأخذ عن شيوخها، منهم: مفسّر "مكة"، وفقيهها في عصره الشيخ زين الدين عطية بن علي بن حسن السلمي المكّي، المتوفى سنة ٩٨٣ هـ، فقد قال في مقدمة كنابه "مرقاة المفاتيح" ما نصّه: قرأتُ هذا الكناب المعظم "المشكاة" على مشايخ الحرم المحترم، نفعنا الله بهم، وببركات علومهم.
منهم: فريد عصره، ووحيد دهره، مولانا العلامة، الشيخ عطية السلمي، تلميذ شيخ الإسلام، ومرشد الأنام، مولانا الشيخ أبي الحسن البكري، والمولى. علي القارى ينقل عنه، وعن تفسيره في كتابه "المرقاة" الفوائد، ويصفه تارة بشيخنا وأستاذنا ومولانا، وتارة بعمدة المفسّرين، وقد وصفه في رسالته "سم القوارض" بسيّدي في علم التفسير، الشيخ عطية المكّي السلمي.
ومنهم: مسند "مكّة". العلامة الشيخ زكريا، الذى قال عنه المولى علي القاري في مقدمة كنابه "المرقاة" ما نصّه: ومنهم: أى من المشايخ الذين قرأت عليهم زبدة الفضلاء، وعمدة العلماء، مولانا السيّد زكريا، تلميذ العالم الربّاني،