كان حسن الأخلاق، طيب السلوك، عارفًا مجيدًا، حسن التقرير والإفادة، محقّقًا، مدقّقًا، صافي المشرب، معتقدًا عند الخاص والعام، حسن الملقى، له احترام بين الناس وتبجيل.
ولد فى "بغداد" سنة خمس وخمسين ومائة وألف، ونشأ في كنف والده، وقرأ عليه، وكان والده صالحًا تقيًا، متعبّدًا، فقيهًا، مشهورًا بين أبناء بلدته بالصلاح والعبادة.
ثم قرأ على الشيخ محمد بن طه البغدادي، وعلى الشيخ عبد الرحمن السراجي الحنفى، والشيخ محمد الكردي، والشيخ محمد الحنفى البغدادي أبن العشي، وعلى العالم الشيخ حيدر الكردي، ثم البغدادي، وعلى والده العلامة الكبير الشيخ صبغة الله الكردي الشافعي، وعلى تلميذه الشيخ أحمد كاتب، والي "بغداد".
وكان من العلماء، وبرع، وظهرت شمس فضله بازغة منيرة، وحقّق، ودقّق، وتسنم ذرى الفضائل، وأحرز قصب السبق في مضمارها، ومهر، واجتاز من العلوم ما اجتاز، وحاز من المعارف ما حاز، وأينع روضه، وراق حوضه، وسطع هلاله، وظهر فضله وكماله، فألوى لدمشق العنان، وطوي مشقة الأسفار، وألقى بها عصا التسيار، واستوطنها، وتزوّج بها ابن الشيخ حسن البغدادي المقدّم ذكره، سكن في داره ومكانه الكائن لصيق مقام سيّدي زين العابدين، رضي الله عنه، داخل مشهد المحيا بالجامع، واستقام على الإفادة والإقراء، والتحرير، وإيضاح المشكلات، وحلّ العبارات.
وألّف وصنّف، فمن تآليفه:"شرح القدوري" بالفقه، و"حاشية على المغنى" و النحو، و"حاشية شرح النونية" و علم الكلام للخيالى، و"شرح الصلوات المحمدية" للشيخ الأكبر محي الدين العريى قدّس سرّه، وقبل، وفاته ألّف حاشية على حاشية العلامة على بن سلطان محمد القاري المكّي